زايد جرو - مرزوكة / جديد انفو

يوم الجمعة 28 يوليوز الجاري كان زوار مرزكة من السياح المغاربة والاجانب واهاليها ايضا على موعد خاص بعد صلاة الجمعة بمسجد المركز  مع ' تِزلافين نْ طعام ' اكراما للضيوف وتبركا بهذا اليوم الذي يحج فيه الناس للمسجد تلبية لنداء الروح وسعيا لذكر الله تاركين البيع والشراء والعمل من اجل التنسك والتعبد .

خروج الناس من المسجد صاحبه بعض الاستغراب من الزائرين الذين لم يدركوا بان هذه اللمة حول ' الصدْقة '  بتسكين الدال هي عادة متأصلة عند قبائل ايت خباش  في الولائم والمناسبات الاجتماعية والدينية حيث يبرز التكافل الاجتماعي والتقارب الاسري حول اطباق معينة  تعد من التراث المغربي الاصيل 

'تزلافين ن طعام ' بمرزوكة هي رمز للتضامن حيث  مازالت عادات الرحل سارية ومازالت العادات المحمودة الموروثة مستمرة حيث يتقاسم الجميع وجبة  "الطْعام "( T3AM ) او الكسكس خارج الجدران الطينية  في جو اخوي تضامني وهي عادات مستمدة من رحل ايت خباش  بالمنطقة  في تنقلهم وترحالهم،وكل بيت او خيمة  تساهم بما جادت به العطية  لتستمر العادات في تحد صارخ للحداثة.

يوم الجمعة احس فيها  عشاق رمال الاستشفاء بجو اسري اعادهم لمدنهم روحيا مدركين ان مرزوكة والمناطق المجاورة صدر رحب لكل الاهالي وانهم حلوا اهلا وسهلا على المنطقة في جو سلمي وسليم مما يغري الكثير منهم بالعودة والعيش ولو لحين بين مشاهد قيمية دفينة بين الساكنة رغم بعض التشنجات التي تظهر من حين لحين بين المتشبثين باعراف 'تاقبيلات 'وبين الداعين الى بناء مدينة اسمها ' مرزوكة ' بمواصفات حضارية وعمرانية  تستجيب لمتطلبات الحداثة وخاضعة لنظام معماري  اسكاني يستجيب للمواصفات الوطنية المعمول بها في كل المدن المغربية بعيدا عن العرف و'لهريف' الفوضوي غير المقنن.

عادة  ' تزلافين ن طعام ' ليوم الجمعة ليست المرة الوحيدة والفريدة في المشهد القيمي بمرزوكة بل سبقتها اخريات وستستمر لاحقا على عادات  تميز بها ايضا  قصر اوزينة وجدايد وقلما نجد لها نظيرا  في البساطة المستمدة من العمق الروحي والاجتماعي والثقافي  والتضامني المثقل بالإيحاء  والدلالة إظهارا للعمق التاريخي  لهذه الوجبة الشعبية التي وسمت قبائل ايت خباش وزكت الروابط بينها ، ودلالة واضحة ايضا على الطابع الثقافي والمجتمعي الذي اصبح تقليداً مغاربياً يدل على مقدرة الجنوب الشرقي على تلقين المجتمعات الحداثية دروسا في التكافل الاجتماعي بما جادت به ايادي اناس بسطاء لهم غير كبيرة على بلدتهم وعلى ارضهم.

الحاضرون والمتتبعون قدموا الشكر الكبير للشباب وللجمعويين الذين كانوا وراء انجاح العملية دون نسيان نساء ايت خباش اللواتي سهرنا على الطهي والتعب طيلة اليوم دون مكيفات في  امكنة حرارتها تفوق 45 من اجل وجه نقي للبلدة واعطاء الوجه المشرف للزائرين اثبات للهوية  الوطنية  الامازيغية ارتباطا بالأرض. والمشهد  بالاكيد سيتكرر طيلة هذا الصيف.

تفاصيل اوفى بالصور.