زايد جرو- الرشيدية / جديد انفو

درعة تافيلالت مازالت تنجب الابطال على المستوى الوطني والعالمي بعدما انجبت وما زالت تنجب كوادرعلمية وادبية وفنية في مجالات متعددة ومازالت مواهب في الظل تنتظر من يأخذ بيدها لتشق طريقها نحو التألق .

البعد عن المناطق الحضرية واعتبار الاشرطة البحرية هي محور التألق والتحضر والنفع العام ومكان الاستقرار وما الجبال والصحاري الا امكنة متعة ليومين او ثلاث أزّم الوضعية النفسية للساكنة وكل يبحث عن مخرج للهروب من هذه المناطق التي اعطت ولكنها لم تأخذ للأسف ما تستحق من اهتمام بحجم تضحيات الساكنة وصبرها مرغمة على عوادي الدهر بدءا من قهرالطبيعة الى قهر البشرية .

بقصر الطاوس ببودنيب الذي نقرأ عنه الملاحم عندما نقلّب صفحات التاريخ عن  مواجهة الساكنة مع  الاحتلال رغم التفاوتات العسكرية في الميدان في هذا المكان الذي زرع فيه الاجداد البطولات  نبت أصل هبة اليوسفي لاعبة كرة القدم ضمن الفريق الوطني المغربي فئة الصغيرات بفريق الجيش الملكي  .

هبة اليوسفي الموهبة الصاعدة  في كرة القدم جذورها من قصر الطاوس ببودنيب من مواليد 2009  تتابع دراستها بثانوية عمر بن الخطاب المحتضنة لمسار ومسالك  دراسة ورياضة بحي الرياض بالرباط انخرطت في جمعية تنشط في مجال كرة القدم  بسلا  والتحقت بالمنتخب الوطني لأقل من 15 سنة  ثم مؤخرا بالمنتخب الوطني لأقل  من 17 سنة رغم صغر سنها وتشارك بتربصاتها  في مركز محمد السادس لكرة القدم بالمعمورة كما شاركت  بمدينة دوالا بالكامرون.

انخرطت هبة يوسفي بجمعية النخبة بسلا  ثم  التحقت بفريق  الجيش الملكي  بعد  ان اثارت الانتباه بمستواها  معتبرة في تصريح خصت به جديد انفو ان كرة القدم  ليست حكرا  على الذكور  فهي رياضة كباقي الرياضات للعامة واضافت ان الفتيات يجب عليهن  الانخراط في الجمعيات الناشطة في هذا المجال لإبراز  مواهبهن  ،وتضيف  ان  كرة القدم  النسوية المغربية ' ستتسيد ' الكرة  الافريقية ولما لا  المنافسات على المستوى العالمي  ،وعندما استرجعت  ذكرياتها في صفوف فريق النخبة قالت  لم يعد غريبا رؤية ملعب كرة قدم مكتظا بالأولاد وبصحبتهم فتاة تلمس الكرة وتمرر العرضيات وتسدد وتسجل. 'يعجبني تمرير الكرات الطولية لزملائي وزميلاتي، بالإضافة إلى التسديدات المركزة من خارج منطقة الجزاء، وأن أكون في محور اللعب، تحكي هبة بشغف عن نفسها على أرض الملعب.

قال  مدربها : هبة اليوسفي  قادمة من فريق النخبة  بداية بمدينة سلا الجديدة حبها لكرة القدم جعل الكل يقبل بهذه التشكيلة الفريدة من نوعها. واضاف ' حين يشاهد المتابع لمباريات كرة القدم التي تشارك فيها هبة يمكن تمييزها من تسديداتها القوية المركزة، ومن خلال العمل الذي تقوم به عبر الربط بين خطوط الدفاع والهجوم ضمن فريقها. وكذلك حسن تمركزها وسط الملعب، ما يساعد الفريق في نقل الكرة بسهولة  من مكان إلى آخر . ويضيف تمتلك هبة اليوسفي  رؤية مثالية للملعب، هذه النوعية من اللاعبات يحتاجهن أي فريق كرة قدم، فامتلاك خط الوسط يعني التحكم في مجريات مباريات كرة .

السيدة بشرى والدة هبة  يوسفي بداية المشوار كانت ترفض فكرة لعب  ابنتها كرة القدم التي كانت تراها رياضة صعبة تخص الذكور فركبها الخوف والتوجس على مصير ابنتها في ميدان كرة القدم مع الذكور قالت  ' كنت خائفة على ابنتي من أن تلعب مع فريق للذكور بجمعية النخبة بداية في ظل غياب فريق للفتيات آنذاك  ماذا لو أصابها مكروه أو تعرضت لإصابة… .

تغير مجرى الأحداث لاحقا ومعه تغيرت قناعات الأم فبعد أن بدأ اسم هبة يلمع في محيطها تغيرت السيدة بشرى وتغيرت الفكرة وأدركت أنه يجب عليها الذهاب للميدان باستمرار لتشجيع ابنتها فقالت ' حِبالي الصوتية لا تتوقف عن دعمها، أريد أن أكون بجانبها في الأفراح والشدائد وكم غمرتني  دموع الحزن في أكثر من مرة على خسارة أو انتكاسة عاشتها ابنتي سابقا.'

يقول عنها والدها  اليوسفي الذي يرافقها دائما إلى ملعب التدريبات ويساندها ولم يبخل قط بالنصح والمساعدة. 'إن انتقال هبة للجيش الملكي أعطاها دفعة قوية، وخلق أملا في قلبي وفي قلب والدتها كي تغدو بطلة مغربية في كرة القدم، كما فعلت سابقا في رياضة الووشو كونغ-فو'.

هبة اليوسفي نجمة صاعدة في كرة القدم المغربية من جمعية النخبة تختم حديثها بالقول:'  أحب فريقيْ برشلونة وأتلتيكو مدريد المتنافسين ضمن بطولة الدوري الإسباني. كما أعشق مشاهدة اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي وهو يراوغ اللاعبين في الملعب' وتتمنى  هبة اليوسفي أن يتحسن حال الكرة النسوية في المغرب وتطمح في خوض تجربة احترافية مستقبلا.

درعة تافيلالت بها شباب طموح في كرة القدم  وغيرها من الرياضات وتحتاج الى دعم المسؤولين على القطاع وتكثيف لجن الانتقاء ضمن الفرق المحلية وقد سبق للجريدة ان توقفت عن موهبة الشاب المتألق ' احمد بصدو' بفريق جمعية الرحمة بالرشيدية ،الان هبة اليوسفي والقائمة طويلة وامل الجميع ان تخرج هذه المواهب من الظل لتعانق النجومية الوطنية والعالمية.