جديد انفو / متابعة

بالخواء نكتب تاريخنا ونجهز الحفر في الهامش لنسكن فيها  لنقول بأنّنا لا شيء  وقرار السكن في الهامش مريح والنظر من هناك إلى الممكن يريح من ضجيج الصور والأصوات والوجوه، والتباسات الحواس .. في الهامش أنت بعيد عن الواجب وكلّ أفعال الاقتضاء ،هناك أنتّ حرّ من المعنى، زاهد فيه وفي البحث عنه.
الاستغراق في الذات طريق نحو المواجهات المؤجّلة مع الداخل في أصباغه العتيقة العنيدة العصيّة على الزوال، حيث العبث بأفخاخ التراكمات على مدى السنين فيعرّضك الاستغراق في الذات إلى خطر أن تصبح هواء، و على الرغم من كلّ شيء ، فالعودة في منتصف الطريق فيه  خطر الشلل الذي يجعلك عالقا هناك والعودة إلى خارجك مستحيلة، والبقاء على الأبواب يجعلك شريدا مترددا تائها بلا قرار، وحين تكون عالقا في منتصف الطريق يقضم  هذيانك أحلامك التي تكدّست لتقف عليها في موازاة التلال وسرعان ما تراها تحترق.
تدخل خطوة واحدة عند الباب بعد إطالة الشرود، تحاول البدء بالطلاء الأبيض الذي تنظّف به ذاكرتك، و تفرك به عينيك فتتولد  لديك انطباعات  تدعها تعبر بلا حواجز و بلا مساءلة وهي ألفة  تنسجها مع وعيك بأنّك لا شيء وتعود حالات الشرود التي تحملها معك كي تقيك مجدّدا من كلّ ما يستغرق انتباهك وتعود الى الهامش الذي جعلته مسكنا لك، تعرف أنك هناك في طمأنينة الوجود غير المرئي حيث يكون أقصى طموحك أن تكون لامرئيا، ترى ولا تُرى وتكتفي  بالمراقبة من بعيد.  السكن في الهامش أو طلاء الذاكرة، كلاهما نسخ واهية  نحاول تمتينها بآراء جاهزة واقتباسات مثالية، لنسميها توازنا ويزداد تكاسلنا في الخطوات نحو اللاشيء.