محمد عزاوي
في صباح اليوم بتنغير اجتمع الساهرون على الصحة في ندوة حول السلامة الصحية في الفنادق. الحديث كان أنيقاً، الكلمات مصقولة، والوعود براقة: جودة الطعام والشراب، نظافة المكان، مظهر مقدمي الخدمة… كل ذلك من أجل "تطوير السياحة" استعداداً للاستحقاقات القارية والدولية المقبلة، وهذا جيد ومحمود.
لكن ما يثير السخرية حقاً هو هذا التجاهل الفاضح لجودة الخدمات في مطاعم الدراويش، تلك التي يقتات منها المواطن البسيط يومياً. هل هي خارج اهتمام مسؤولي الصحة في الإقليم؟ أم أن منظمة الصحة العالمية لا ترى في صحة المواطن المحلي سوى هامش لا يستحق الذكر؟
في مركز تنغير، هناك مطاعم لا تصلح حتى للاستقبال الآدمي: أطباق متسخة، أطعمة بلا جودة، وملابس مقدمي الخدمة أقرب إلى ملابس ورش بناء منها إلى مطاعم. أما الأكلات الخفيفة التي تُباع في مركز تنغير، فهي مغامرة غذائية خطرة، بلا شروط سلامة ولا معايير جودة، ودخولك إلى مطبخها قد يجعلك تندم كل حياتك. أما الأكلات الخفيفة في ساحة تنغير فحديث آخر، وهي أمام أعين المسؤولين للأسف… فهل نحن في انتظار الفاجعة؟
المفارقة أن الفنادق التي يتغنون بها، المصنفة وغير المصنفة، هي الأخرى لا تتوفر على أدنى الشروط التي يرفعونها كشعارات. ومع ذلك، يظل المواطن خارج الحسابات، بينما تُرفع راية "سلامة السائح الأجنبي" وكأنها القضية الوحيدة التي تستحق العناية.
ولا ننسى أن تشجيع السياحة لا يقتصر على الكلام عن الفنادق، بل يحتاج إلى تسهيل مساطر البناء وتقديم مساعدات للشباب حاملي المشاريع والأفكار، لأن السياحة الحقيقية تبدأ من المواطن وتنتهي عند السائح، لا العكس.
|
|