زايد جرو -الرشيدية /جديد انفو
المروءة والرجولة من القيم التي كثر الحديث عنها في الشهور الأخيرة بشكل ملفت عبر التطبيقات السريعة ومواقع التواصل الاجتماعي ،على لسان واقلام رجال ونساء واطفال في مستويات عمرية بدئية او وسطية او على وشك الختم,وكلها اقلام تتأسف على زمن ولى، سماه الكثير منهم زمنا جميلا مقابل زمن رديء حالي, كثرت فيه الانتهازية واللصوصية، وسقطت فيه معادن الناس وابريز اصالتها.
القيم المنشودة في مجتمعنا المغربي من رجولة ومروءة هي أصيلة احتفى بها العرب والامازيغ وباقي الأمم قديماً وحديثاً، واعتبروها من علامات الكمال الإنساني. والرجولة الحقة يتداخل فيها الكرم، والشهامة، والوفاء، والحياء، والنبل، وتعني في جوهرها أن يتحلى الإنسان بما يجمّله عند الناس، ويبعده عمّا يشينه.
الصورة أعلاه تداولها الفيسبوكيون والتكتوكيون والانستغراميون والواتسابيون، بها شاب على محياه الخجل والبراءة ويبدو كأنه يتأسف على أمر ضاع او على وشك الضياع, وهي الرجولة على قد قامته وهامته. فالصورة رسالة واضحة لجيل هذا الزمان مفاد متنها أن أمور الحياة لا تسير إلا بقيم المروءة التي تربى عليها في بلده أو في وسطه الأسري،ولاحظ بعد خروجه من عش البيت نحو الصف الدراسي أن ما تربى عليه شيء والواقع أشياء أخرى، فشده الحنين للمفتقد الغائب واقعا والحاضر مخيالا.
الصورة دروس وحكم حيث يجب أن يكف الناس عن الأذى، فقد كانت المروءة معيارا يُقاس به مقدار رفعة الرجال وكرمهم، وهي جزء لا يتجزأ من المجد والشرف والوفاء بالعهد وحفظ حق الجار، والإعراض عن الدنايا لتهذيب النفس وربطها بالسلوك القويم وبالتالي فالرجوفة والمروءة من شيم الأحرار الكرماء.
شكرا للطفل المهووس بالرجولة والمروءة، حيث أراد بوقفته وما خطه بجانبه إعادة التربية للمجتمع فالقيمتان ليستا مجرد سلوك عابر، بل هما نمط حياة وأسلوب تعامل وعيش وأساس للعز والشرف، فقد علم سيدنا يعقوب عليه السلام أبناءه الصدق للتماسك لكنهم في أول اختبار لهم تآمروا على سيدنا يوسف برميه في غيابه الجب، ورجعوا إلى أبيهم يبكون وقالوا إن الذئب أكل يوسف وقاموا بتلطيخ قميصه بالدم الكذب، فبكى نبي الله يعقوب بسبب فقدان الابن فلم يحافظوا على الرجولة ولا على المروءة وعلينا أن نتعلم منه ونحفظ أن لرجولة والمروءة كنز ومعدن نفيس ..وهي مصدر فخر في الشعر والأدب والسير،..ومازال الخير في هذا الشباب يسيل ويسير رغم اختلال القيم، ومناشدة للاباء ان يزرعوا من جديد ويعيدوا حرث هذه القيم فقد يأتي الخير للبلد من حيث لا ندري ولا خير في أمة انهارت قيمها.
ختاما شكرا لك أيها الابن وعلى رسالتك التي تحملها كما حملها نساء ورجال هذا البلد منذ غابر الدهور.