زايد جرو ـ الرشيدية/ جديد انفو
تداول رواد التواصل الاجتماعي ،والمواقع الالكترونية هذه الأيام هجوم خنزير أو دخول خنزير بطريقة ما لمؤسسة تعليمية بحي سيدي ابراهيم بفاس ،حيث أظهر الفيديو المتداول الهلع بملعب الرياضة، وهول الهجوم على الخنزير والضرب، والأرض ملطخة بالدماء ...مما أثار نوعا من الشفقة على الخنزير رغم علته.
المشهد بدا مقززا إلى أبعد الحدود لأن الحدث انطلق من مؤسسة تعليمية تربوية تقر مقرراتها حماية حقوق الحيوان، التي لها الحق في امتلاك حياتها الخاصة وينبغي أن يتاح لها نفس الاعتبار كمصالح مماثلة للإنسان ،والحدث سيكون أروع لو تم رمي الشباك عليه لإرجاعه لموطنه ، حيث ستزداد المؤسسسة بالفعل همة في محاربة شتى أشكال العنف بالوسط المدرسي .. وللأسف بدا العنف جرما بشتى تجلياته : وكل متعلم يود أن يبين بأن ضربته هي القاضية ،والخلاص كان على يديه ،والخنزير المسكين بلغة الإنسان في صياح عاد كرد فعل على ألم غير عاد ،إلا متعلمة واحدة نادت ' لا لا أخويا حشوما عليك ما ضربوش ' ومن هنا يجب أن يبدأ الحدث.
المدرسة ينبني قوامها على سلوكيات تربوية بعيدة عن العنف، سواء تعلق الأمر بإنسان او حيوان، وقد أقر مجلس المستشارين منذ 2010 حماية خاصة للخنزير، وأدخل العقوبة الحبسية ضد كل من يصطاد هذا الحيوان المثير للجدل بعدما كان الأمر يقتصر في الماضي على غرامات مالية ضد كل من اصطاد هذا الحيوان الذي يلحق أضرارا بمزارع الفلاحين في العديد من القرى المغربية.
وعمد مجلس المستشارين إلى وضع جزاءات رادعة في حالة رفض الامتثال لأوامر حماية هذا الحيوان، ورفع عقوبة قتل هذا الحيوان إلى 3 أشهر حبسا نافذا وغرامة مالية تصل إلى 10 آلاف درهم .ووفق المادة 32 من مشروع القانون المذكور فإنه يعاقب بغرامة من 1200 درهم إلى 10 آلاف درهم والحبس من شهر إلى 3أشهر أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،كل من خالف الأحكام المتعلقة بقتل الحيوانات المتوحشة أو إمساكها .
القانون واضح حسب ما أعلم، وكم من سنة سجنا ستوزع على المعتدين من المتعلمين ، وكم من غرامة مالية ستؤديها المؤسسسة اذا تم تنزيل القانون والمشكلة ستكون أشد اذا تدخلت منظمات حقوقية دولية، فلن يعود الأمر متعلقا بخنزير، بل ستتطور إلى أمور أخرى تنفق عليها الدولة جهدا كبيرا بشريا وماديا من أجل صورة ' المغرب المتسامح ' والكل غني عن الدروس من الآخر، وقد يكون الشبه مقاربا مخيالا في ما كتبه الكاتب السوري ' حنا مينا ' في روايته' نهاية رجل شجاع ،' التي بتر فيها موفيد الوحش ذنب حمار أحد الفلاحين في فيوم احدى قرى الشام ليتحول البطل فيما بعد رجلا قويا يضرب له ألف حساب حسب المتن الحكائي للرواية التي تغري بالقراءة وتشد القارئ من البدء حتى الخلاص. .
المتدخلون قاربوا الحدث من زاوية أمنية والجميع تدخل ببسالة، وتم ما تم ،والحمد لله حسب التصريحات ، وتم إخبار السلطات والمديرية.. ومن منظوري الشخصي أن الحدث أعمق حين نربط العنف بالمؤسسة والفعل بالقانون سواء تعلق الأمر بإنسان أو حيوان، وقد يمر الحدث وقد يطوى إلى قدر الله والأمل كبير أن يستفيد الكثير من بعض السلوكيات الرديئة للقليل.