زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
الحكومة المغربية ،والدولة المغربية، تنفق الأموال الباهظة ،وتجند طاقات وكوادر وطنية وأجنبية ومؤسسات اجتماعية ،ودينية وهيئات مدنية وحقوقية من أجل بناء قيم وطنية ،ومن أجل وطن ،يشرف المغاربة داخل الوطن وخارجه أخلاقيا ووطنية وقيميا ، حتى تسود القيم التي تتماشى مع التوجهات التي رسمتها المؤسسات العلمية والدينية لهذا الوطن والتي بنتها الزوايا وسلكت طريقها نحو ' لمسيد ' والمسجد والمدرسة والجامعة والمجتمع عموما.
الرجال الرجال، والنساء معا ،في المؤسسات الوطنية بنوا الجدران باللقاءات التي ترفع رؤوس المغاربة وهاماتهم بما ملكوا من جهد ومال ووقت ،لبناء هذه القيم التي لم تأت سهلة وهناك مجاهدون، بنوا الوطن ضد المستعمر من اجل هذه الأرض التي فيها ما يستحق العيش والتضحية ، ليطفو جيل نفعي يروج ويصنع محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي تهدم وتخدش الحياء، ولا حديث لها الا عن الروتينات اليومية ،وتكبير المؤخرات ،وتبييض المناطق الحساسة ،والرقص بشتى الوسائل والحديث عن الوطن ،والدين ونعت شرفاء هذا الوطن بأوصاف يمجها السمع تحت الحق والحرية ليفوزوا بجوائز من المتتبعين تصرف لهم على شكل هدايا حيوانية كالاسد او نباتية كالورد غيرها ..فبنوا ثروة بالتواكل والسعاية وهدم القيم.
المجتمع المغربي تحول بشكل كبير الى مجتمع مستهلك لهذه القيم الرذيلة ،فتحركت جمعيات ذات وزن ،لها غيرة على هذا الوطن وحركت النيابات العامة مسطرة المتابعة القانونية في وجه كل ' شطاح ' أو ' شطاحة ' وفي وجه أي مؤخرة كبيرة او صغيرة تخدش الحياء ،او في أي كلام بذيء يمس المقدسات الوطنية والدينية او اللواتي تبعن اللحسة الصحراوية او منشطات عشبية ممزوجة بأدوية صيدلانية او قويلبات المؤخرات ... ،والغريب وغير المألوف أن نسبة كبيرة من النساء والرجال معا يتحدثون بطلاقة عن الفساد دون رادع اخلاقي او وازع ديني ودون خوف من القانون والعقاب.
الحملات القضائية الآن تتوسع في البلاد ،وهي دعوة لكل الجمعيات والهيئات من اجل توسيع دائرة رفع الشكايات ، والمتابعات ضد الوصلات التضليلية التي تبيع الوهم للناس بالفاظ رديئة وكذب وافتراء من اجل المتاجرة في الذمم ولا ننفي أن هناك محتويات حقا لعلماء وفقهاء وباحثين واطباء وصيادلة ورياضيين ومحامين ورجال قانون وأمن وتربية ومهنيين وصناع تقليديين محتويات ذات وزن قيمي نحييهم من اجل عملهم ،لكن أكثر هذه المحتويات فاسدة حيث قللت من سمعة المغاربة داخل الوطن وخارجه ،وأغلب المتبرعين لصناع هذه المحتويات هم من دول أجنبية عربية أو غير عربية ،ربما يهدفون بهذا التبرع الى هدم البناء ،لكن هناك رجالا ومؤسسات هي أعمدة واقفة بالليل والنهار، من اجل هذا الوطن ،وتحية لهم وتحية للقضاء المغربي في متابعة الفاسدين والفاسدات من صناع المحتويات الدونية ،التي تتعارض مع الآداب العامة أو استعمال عبارات و الظهور بوضعيات مخلة بالأخلاق الحميدة منافية للقيم المجتمعية والتي من شأنها التأثير سلبا على سلوكيات الشباب الذين يتفاعلون مع المنصات الالكترونية المذكورة بشكل يومي مما أثار جدلا واسعا حول الحقوق والحريات والحدود القانونية ودور أجهزة الدولة في "حماية الأخلاق" .