محمد اوزين (متقاعد عضوسابق في المكتب الوطني لنقابة كدش)

بقدر ما استبشرت ساكنة العديد من المناطق وخاصة ساكنة الجنوب الشرقي خيرا فيما عرفته وتعرفه المنطقة حاليا من تساقطات مطرية لم تكن منتظرة بهذه الكثافة والفجائية والتي أحيت أمل تجاوز الجفاف الطبيعي الذي دام اكثر من ستة سنوات والتجفيف الممنهج للفرشة المائية الممتدة من طرف الملاك الجدد بفعل الاستغلال غير العقلاني للموارد المائية الباطنية والذين أقاموا استغلاليات شاسعة موازية للمجال الفلاحي الواحي التقليدي بقدر ما تضع يدها على قلبها مخافة ان تسفر هذه التساقطات عن خسائر فادحة على كافة المستويات خاصة أن بعض المجاري والتي تعتبر بفعل توالي سنوات الجفاف ميتة والتي احيتها التساقطات الاخيرة ليست بها سدود او حواجز يمكن أن تخفف من قوة السيول الجارفة والتي قد تخلف ما لم يكن في الحسبان بل وحتى في المدن التي عرت عن ضعف بنياتها التحتية وهشاشتها والغير قادرة على استيعاب كل هذه الأمطار الغزيرة المفاجئة في بعض المناطق بفعل غياب برامج ومخططات التهيئة اللائقة والمواكبة لتوسع المدن .
إن هذه الظواهر تفرض على كل الجهات الاهبة الفعلية من جهة تفاديا لوقوع خسائر وسقوط ضحايا ومن جهة اخرى الإعداد لإستيعاب مثل هذه التساقطات باعتماد كل التقنيات والطرق الممكنة وخاصة السدود التلية على إمتداد الأودية تفاديا لضياع المياه ولإستغلالها إستغلالا أمثل عبر مدار السنة وإحياء المجال الواحي الذي اندثر بشكل متسارع خاصة في السنوات الأخيرة.