زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

حالات النجاح وقصص حياة متفوقة في ميدان التعليم كثيرة ،اشخاص لم يعتبروا ذواتهم رجال تعليم يتأبطون المحافظ ويؤدون الواجب التربوي فقط  ،بل منهم رجال اعتبروا المهنة مفتاحا لولوج عالم اوسع لإتمام الرسائل التربوية والمجتمعية التي تتجاوز اسوار البنايات المدرسية الى ما هو أوسع وأرحب باعتبار المدرسة محيطا وسطيا ومجتمعيا وجمعيا ممتدا زمنيا لا يمكن القفز عليه للانخراط في المجتمع  الاكبر بكل طواعية .

حالة الحاج محمد اعبي اطال الله في عمره  المزداد بتنغير سنة 1952 والاب لخمسة اطفال  اشتغل استاذا للتعليم الثانوي الاعدادي هو فوق المدح وفوق الثناء لان عمله التربوي والمجتمعي فاق تصور رجل التعليم العادي، بداية قصة نجاحه بدأت من يونيو 1970  حين التخرج من مركز تكوين المعلمين  ورزازات والتخرج من المركز التربوي الجهوي انزكان سنة 1982 ليتقلد مناصب تربوية وادارية بورزازات وسكورة وتنغير ومراكش.

بالثانوية التأهيلية ابراهيم بن ادهم بتنغير سطع نجمه في التواصل التربوي منذ 1997 المؤسسة المعروفة بالنموذجية على مستوى اقليم ورزازات انذاك، بها خيرة من المربين ، وادب المتعلمين والمتعلمات  بها يا سلام،  ليس نفخا كما يقال بل هي الحقيقة التي تجعلك توصل رسائلك التربوية بكل اريحية  بتعاون الجميع ادارة واطرا وجمعية امهات واباء التلاميذ.. تحقق بها ما لم تحقق في غيرها من مؤسسات اخرى من مهرجانات تربوية ولقاءات شعرية على المستوى العالي واخراج مجلة ' شروق ' دامت لازيد من عشر سنوات ومسابقات ثقافية ودينية  ...

الحاج محمد اعبي بصم البصمة العمود بادهم تنغير لينتقل لمراكش الفضاء الاوسع وكانه احس من منظوري الخاص ان التجربة الميدانية والقدرات الشخصية تتطلبان فضاء أرحب وأوسع مكانيا وتواصليا ،فانخرط في العمل الجمعوي واصبح رئيسا لجمعية تنغير الكبرى للتضامن والتنمية بمراكش التي فاقت حدود التصور بمعية منخرطين من داخل الوطن وخارجه يستقبلون المرضى من تنغير ومن الجهة وعقدت الجمعية شراكات مع مؤسسات جمعوية عالمية  ومازالت لحد الساعة تستقبل وتستقبل مادامت الارادة حية  وارادة التطوع اصيلة لا مصطنعة ، هو حاصل على شهادة التشجيع الجهوي من الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بجهة مراكش تانسيفت الحوز سنة 2010 في مجال التميز وحاصل على الاستحقاق المهني هيئة الإدارة التربوية يونيو2006 ورزازات وعلى وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة  سنة2006

الحاج محمد اعبي متآلف مع أدبيات التحفيز المعتادة  التي أهّلته للوصول إلى هذه المناصب ولا يمكن عد انجازاته... ،مربي ريادة يقدّم لك أمثلة حقيقية واقعيـة للنجاح في ظروف لا يمكن لأغلبنا أن يتصوّر أي نجاح من ورائها. والشيء الذي لفت الأنظار له أنه كان لبقاً للغاية، ويستطيع أن يقنع المربين بشكل سريع وبكل امانة ؛ حصد ثقة الناس  فقام باستثمارها في مشروع مجتمعي تربوي  جمعوي .

نجاح الحاج محمد اعبي في حياته التربوية والمجتمعية لم يكن الغرض منه المشي على الأرض مرحا او الشوفينية او النرجسية  او الرغبة في الميداليات الذهبية والفضية والنحاسية او الشهرة او ركوب سيارات ذات الصيت الوطني ..بل كنت اعرفه يمتلك سيارة رونو 18 : بساطة العربة وبساطة سائقها ، فلا يبحث عن روابط اعناق بشتى الالوان حسب انواع البذلات اليومية ولا الاحذية  الزاهية الالوان اوالعطور ' الماركة ' المستوردة من باريس او ساعات اليد من سويسرا او زرع الشعر بتركيا ولم يكن غرضه  الانتشاء بكلمة السيد المدير او السيد الرئيس بل كانت رسالته اعمق وابلغ.

الاكيد ان قصة نجاح الرجل شبيهة بقصص اخرى انجبها ميدان التعليم بالجهة وبالوطن ككل فمادام متشبثا بارضه تودغى ومجنون بها، وبناسها وب 'تكماصت ' وبطول وادي تودغى فلن يخيب  ظنه لانه وجد السند والاساس من اهالي تنغير يقفون بجانبه يشجعونه يوجهونه وتلك سمة النجاح اطال الله في عمره  وتحية خاصة اليه وللذين ساعدوه بالمؤسسة السيد نافعي محمد والحاج البهيدي ومحمد البدوي ومحمد ايت طالب وحدو وامجيد وعبد السلام وتحية للذين اتوا من بعده والقائمة طويلة وتحية لامثاله وامثالهم  الذي عشقوا المكان والوطن لان فيه حقا ما يستحق العيش.