زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو

سجلماسة الثانوية التأهيلية  بالرشيدية اسم موشوم بذاكرة الجنوب الشرقي ،إليها حج الطلبة من كل  مدن وقرى قصر السوق  العتيق  والذي كان محج كل طلبة  المدن والقصور المجاورة والذين يلتحقون بالقسم الداخلي بجلابيبهم الصوفية ذات الصنع المحلي، وقلّ منهم من كان بالهندام الجميل والبنطلون الطويل، زادهم في الأكل المصاحب التمور المعجونة ،والمتاع البسيط ،وبالتنافس الكبير في التحصيل  وبالحلقات وتلاقح الأفكار رفعوا نسب النجاح  بها تحت مراقبة صارمة من الحراسة الداخلية والخارجية ،والتي لا تتوانى في هدر زمن التعلم، أو الخروج خارج الأسوار إلا  نهاية الأسبوع في الخرجة الكبيرة  بالنسبة للداخليين.

المؤسسة  تأسست وقامت على أعمدة من رجال التعليم  الذين رفعوا من قيمة العلم وطالبيه تفانيا وحقا وواجبا ،بتنظيم إداري قوي محكم وبالتضحيات الجسام بالصبح والعشي وكل الذين يمرون بالأسوار أو بجوانبها يتحسرون على العمر الذي مضى ولم يبق منه غير أطلال  أبت الرحيل ، منهم من يطل من الباب خلسة، ومنهم من يلج الأبواب  للتذكر ، ومنهم من يستحضر عشق الحبيب الأول ،ومنهم يستقرئ التاريخ معكوسا، والكل يشترك في زمن الحكي  بمقاطع سردية  تتفاوت وتتباين بين البدء والنهاية  وفي الطول والقصر  لكنها تشترك  جميعها في عبارة" في البدء كنا هنا  جميعا".

ولا يكتمل الحديث  عن ثانوية سجلماسة  الا بوصف العتيدة التي لصقت بلسان مديرها السابق ' عبد الوهاب الماحي ' الذي لا يتقن غير العمل بحضوره الدائم بها صيفا وشتاء وعطلة وايام العمل  احتراما لزمن العمل ولزمن الدراسة وهذا الحضور القوي خلق توترا وتشويشا للذين في قلوبهم زيغ وتلكأ عن العمل ، فلا يعرف امام زمن التعلم لا الاخ ولا الصديق ولا القريب ولا البعيد  وبحرقة شديدة يظل  يصيح طول النهار بتواجده القوي في الساحة بخلاف اداريين اخرين في مؤسسات اخرى الذين يخافون من الظهور ويتلصصون  ويسترقون السمع هروبا من هذا التواجد الذي يحرجهم مع المتعلمين ومن بعض اطر التدريس التي تسرق الدقائق الطوال  من زمن المتعلمين بالتأخر شبه اليومي والمزمن.

عبد الوهاب الماحي لا يمكن لاحد نسيانه او تناسيه  فهو من قاد سجلماسة لسنوات  بحزم  ورغم رفضه البوح للجريدة او اجراء حوار مطول  مع بعض اطقمها  فقد امد الجريدة تحت الالحاح بمعلومات تخص عمله المهني .

 وفي سؤال من ' فريق جديد انفو' حول مساره الدراسي قال : عبد الوهاب الماحي من مواليد 1959 بالزريقات التي درست بها الابتدائي والتحقت باعدادية النخيل بارفود لاحصل على البكالوريا  سنة 1981 بثانوية غريس بكولميمة الشعبة الادبية .

وعن مساره المهني قال ' تخرجت من المركز الجهوي بالقنيطرة كاستاذ للسلك الاول  وعينت باعدادية مولاي رشيد بالرشيدية وبعدها التحقت بالمدرسة العليا للاساتذة بفاس لاعين استاذ الثانوي التأهيلي بثانوية مولاي علي الشريف بالريش سنة 1992.

وعن مساره الاداري صرح للجريدة  انه عين حارسا عاما للخارجية بذات المؤسسة سنة 2002 الى جدود 2005 لينتقل لمؤسسة سجلماسة كمدير  الى حدود شهر غشت من سنة 2021 الذي احيل بها على التقاعد وقد قضى بها حوالي 15 سنة.

الاستاذ عبد الوهاب الماحي مازال قادرا على العطاء ومازالت فيه الغيرة الكبيرة على التعليم والتعلم وهو طاقة ايجابية حقا وتستمر الحياة تبيع العيش للجميع  بالقسط والميزان ، وتبقى المؤسسة  للتاريخ برجالها ونسائها ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، ويجب التفكير  جميعا في كيفية  جعل المؤسسة من التراث الخالد بجهة درعة تافيلالت  لأنها كونت ومازالت تكون الأجيال ، وظلت صامدة بجهد الجميع ،وتحية عالية لكل الذين مروا منها ذات يوم طلبة أو مربين أو إداريين ( الصادقي العماري وبوزيان ومحبوب وسلام وبومروغ..)  وتحية للصامدين فيها  حاليا بجهدهم وعطائهم  التربوي وتبقى سجلماسة  حصنا جامعا مانعا، من الزمن الجميل وذاكرة جماعية مشتركة بالجنوب الشرقي رغم تقلب  الأحوال في الأزمان.