زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

القراءة أو المُطالعة إحدى الوسائل التي يلجأ إليها الناس  لتثقيف النفس، وهي الطريقة التي لا تحتاج لوسيط لنقل المعرفة، وتلعب دوراً فعّالاً في تنوير الإدراك ولمفاهيم، والتبصر بما يحيط بالفرد من ظواهر وسلوكيات وأحداث.

الكتب كونت  شخصية الكثيرين، وهذبت  نفوسهم، وغذت  إحساسهم  تجاه كل شيء، ورغم هذه الفوائد العظيمة تغيرت الموازين  بظواهر باتت تشغل بال المثقفين في المجتمع وتعددت  مصادر المعرفة بتطور الحياة وتقدمها وتنوعت المصادر التي يمكن الاعتماد عليها  وصولا للمعلومات والمعرفة.

الجبل الحالي عزف عن الكتاب وبدله بمواقع التواصل الاجتماعي وبقيت الكتب في الرفوف وفي الدكاكين، فتنجح المعارض المتعلقة بالحياة اليومية وتنجح الفيديوهات ذات التفاهات وتعطى القيمة الاعلامية للتافهين، وبقيت نخبة من المثقفين تعيش على فتات الماضي باجترار ما سموه بالزمن الجميل .

سقطت الكتب وبقيت  'التعاريج' معلقة وهي صورة معبرة عن وضع لم يخطر على بال انس ولا جان، وللأسف على جيل طوى الكتاب، ولا ينتظر الا فرصة متاحة للنظر في هاتفه، وسياتي وقت قريب ستمحي  فيه القيم التي تعلمتها الاجيال من الكتب  وسيمحى المثقف ويعوض بتفاهات الروتينات اليومية وبالكلام الدنئ الذي يدور هذه الايام عبر  فيديوهات على تطبيقات الوات ساب ومواقع التواصل الاجتماعي، ولم يكن  صاحبه هو الاول ولا الثاني في التألق  فقد سبقه متألقون اخرون في التفاهات وللأسف على زمن التفاهة والتافهين.