قصة نجاح إيمازيغن تافيلالت في تحقيق بداية الملحمة وتمكينهم من إيصال صوتهم لقبة البرلمان عبر نجاح الأستاذ عمر ودي وفوزه بمقعد برلماني في الإنتخابات البرلمانية الحالية.
مند حوالي سنة قام مجموعة من الشباب الواعي والمثقف من جماعة الطاوس بإنشاء مجموعة واتسابية تحت إسم " جميعا من أجل المنطقة " جمعت شباب من كل مناطق قبيلة آيت خباش ( الطاوس. الريصاني . تافراوت ن سيدي علي... ) كانت الشعلة والشرارة الﻷولى لبناء جسر للتواصل وتبادل الﻷفكار ونقاشات تهم مشاكل المنطقة والبحث عن حلول لها .
بعد ذلك تم تطوير الفكرة للعمل الجمعوي والتوعوي .
بعدها قام بعض الشباب المنتمي لهذه المجموعة بأخد الفكرة و إنشاء مجموعات واتسابية آخرى في باقي المناطق التي ينتمون إليها لتقسيم المهام ورفع الضغط على المجموعة الأم .
فتم إنشاء "مجموعة آيت أونبيي ن تفيلالت" و "مجموعة المعيدر " و " مجموعة تامونت" " مجموعة الجالية الخباشية" ....وغيرها من المجموعات وبدأ العدد في تزايد وتم إنشاء عدة مجموعات كل في تخصصها على أن يكون الهذف واحد هو المصلحة العامة للمنطقة ككل.
وبعيد الإنتخابات البرلمانية فكر بعض الشباب في أن العمل الجمعوي والميداني والتوعوي جيد لكن لا يكفي نظراً ﻹصدامهم في مجموعة من مشاكل المنطقة بالامر الواقع وهو مشكلة مراكز القرار فهي التي يلجأون إليها في الﻵخير ليجدوا أن الﻷبواب مسدودة أمامهم لهذا فهموا الدرس الذي مفاده أنه يجب تكوين لوبي سياسي يمثلهم في مراكز القرار ليكتمل العمل ويبدأون تنمية حقيقية لمناطقهم المهمشة وبأن المسؤولين السابقين لا يصلحون لشئ بل يجب تقديم شباب وضخ دماء جديد في مراكز القرار .
لهذا راودتهم فكرة إستغلال فرصة هذه الإنتخابات و دخول عالم السياسة و التغلغل في مراكز القرار فقاموا بإنشاء مجموعة واتسابية تحث إسم " الإنتخابات البرلمانية " وبدأوا التواصل عبرها و التنسيق فيها ووضع الﻷفكار وكيفية العمل .
إختاروا لائحة من مجموعة من الشباب المقترحين للتصويت عليهم منهم من سحب ترشحه إلى أن تم الإجماع على 5 أسماء لتكوين الﻵئحة .
تم التصويت عليهم بكل ديموقراطية لتكوين ترتيب لهم.
حصل خلالها الﻷستاذ عمر أودي على المرتبة 1 في قمة الائحة بحصوله على أكبر عدد من الأصوات في المجموعة التي ضمت 256 عنصر وهو العدد الﻷقصى الممكن تواجده فالمجموعات الواتسابية الغير مدفوعة طبعا .
بعدها تم تفكير الشباب في الحزب الذي يستحق تزكيتهم وفي التحالفات الممكنة .
تم تعديل الﻵئحة الﻷولى وإنسحاب طوعي من بعض الشباب الخمسة المكونين لها وإدخال أسماء آخرى للحصول على أصوات مناطق آخرى بعيدة من إيمازيغن ن أوسامر .
بعدها تم ربط الإتصال ببعض الﻷحزاب ﻷخد التزكية منهم إلا أن شباب التغيير إصطدموا بلوبيات فساد وكائنات إنتخابية تحاربهم من كل مكان حتى لا يحصلون على تزكية أي حزب هذا زاد إصرار الشباب في التحدي .
بعد عدة محاولات إتفق حزب الزيتونة على إعطاء التزكية لهم وبدأ الكلام على كيفية تدبير الحملة لكن بعد يومين من حصولهم على التزكية من الحزب الﻷخير وجدوا أنه يحاول مساومتهم وفرضه بعض الشروط عليهم وتغير مفاجئ في كلام مسؤوليه ليكتشفوا التدخل على الخط لبعض الدينصورات الإنتخابية من أصحاب الشكارة ﻹطفاء هذه الشعلة ولحسهم بمنافس شريف وقوي قادم لساحتهم التي كانوا يتحكمون فيها مند عشرات السنين كما يشاؤون بإستغلاله للجهل ولفقر عدد كبير من سكان المنطقة.
بعدها رفض الشباب الحر شروط ومساومات حزب الزيتونة ليسحبوا ترشيحهم بهذا الحزب . بعدها مباشرة ربطوا الإتصال بحزب اليسار الﻷخضر (حزب الخلالة) وحصلوا على التزكية من غير تردد .
فبدأ العمل على كيفية تدبير الحملة . بدأوا التعبئة والتنسيق ووضع الﻷفكار في إنتظار بدأ أيام الحملة القانونية . بدأت الحملة وكانت التعبئة قوية . تحدي وإصرار وإيمان بقضيتهم النبيلة . شارك جميع أحرار وشرفاء المنطقة في الحملة . الحملة أقيمت بصفر درهم من قبل المرشح . ساهم الشباب بسياراتهم بمالهم بوقتهم من أجل إنجاح المشروع. كان هناك برنامج يومي لزيارة كل دواوير المنطقة وتنظيم محكم. خطابات صادقة و نبيلة تخاطب العقل والضمير . لا وعود كاذبة . خطاب موزون ومنطقي. تعرضوا في حملتهم لمجموعة من الإستفزازات العنصرية وصمدوا وإحتكموا للعقل. تعرضوا للمساومة من صحاب الشكاير تجار الإنتخابات فرفضوا ﻷنهم أحرار لا يباعون ولا يشترون . تعرضوا لتصريحات عنصرية من بعض تجار الدين فردوا عليهم بالعقل والفكر. في اليوم ما قبل الأخير من الحملة تم إقامة مهرجان خطابي ضخم في ساحة مدينة الريصاني أمام قصر أبوعام التاريخي حضر فيه عدد كبير من الجماهير الحرة عرف خطابات قوية و مدوية وصريحة خاطبت الضمير والعقل والمنطق . مرت الحملة ناجحة بكل المقاييس.
يوم التصويت مر بسلام . في المساء بعد غلق صناديق الإقتراع أتت النتائج مفرحة . حصل فيها مرشحنا على الأصوات من كل مناطق تافيلالت وبعض المناطق الﻷخرى كبودنيب .الراشيدية . أوفوس.تنجداد. آيت أماغا بصفة عامة وبعض المناطق الﻷخرى . صوت كل حر على عمر أودي . عمت الفرحة وبدأت بعض الدوائر بالإحتفال لحصول مرشحنا على أكبر عدد من الﻷصوات لديهم لكن بعد بضع ساعات من الإنتظار سمعنا بعض الﻷنباء الﻷولية في الإذاعات التلفزية للأحزاب التي فازت بمقاعد برلمانية بعد فرز عدد مهم من الﻷصوات ولم يذكر حزبنا فيها . بدأ الخوف والشك يتسلل إلي نفوسنا عم صمت رهيب علينا وصعقنا . لم نفهم ماذا جرى. حاولنا ربط الإتصال عبر الهاتف بشبابنا الذي يمثل حزب مرشحنا ممن كانوا في لجنة فرز الﻷصوات داخل العمالة لكن دون جدوى فقد منع عليهم الهاتف حسب القانون المنظم . مر الليل علينا طويلا منا من فقد الﻷمل وفكر في سيناريوهات مختلفة كالتزوير أو الهزيمة وخلد للنوم ومنا من بقي دون نوم منتظراً النتائج الرسمية والنهائية التي أعلنت في أغلب العمالات إلا الراشيدية وبعض العمالات القليلة. وصل الصباح محاولات مستمرة للإتصال بممثلبنا هناك دون جدوى في الوقت الذي كان فيه بعض شبابنا ينتظرون خروج ممثلينا أمام مقر الولاية بالراشيدية . بعض لحظات خرج هؤلاء من مقر الولاية ليزفوا علينا بالخبر السعيد . تم إستفسارهم على سبب كل هذا التاخير ليخبرونا أن السبب هو عدم إلتحاق بعض صناديق الإقتراع إلا في الساعات المتأخرة من الصباح (حوالي الثالثة صباحا) بسبب صعوبة المرور من بعض الطرق الغير المعبدة بعد الﻷمطار الﻵخيرة .
المهم هو أنه جاء الخبر السار الذي كان ينتظره كل الﻷحرار . فاز مرشحنا وفزنا بمقعد برلماني غالي بكل جدارة وإستحقاق وبكل شفافية وبطريقة غير مسبوقة في عالم السياسة بالمنطقة بل و المغرب ككل حسب بعض المحللين السياسيين . فازت الإرادة والتحدي والإصرار والصمود . فازت الكرامة . ربحنا شئ كبيير أكثر من مقعد برلماني . ربحنا بداية الوعي والوحدة . تامووووونت. لقنا بعض العنصريين ممن كانوا يقولون لنا : سيروا يا شلوح آش داكوم للسياسة !!!. الجواب عليهم كان واضح فقط لم نكن نهتم ولا نبالي بالسياسة يوما وإلا فلم تكونوا في مراكز القرار وهذا كان خطأنا. لكن بعد اليوم سنعلمكم مفهوم السياسة الحقيقي والنزيه وليس المفهوم الكلاسيكي الخاطئ ( الشكارة و شراء الدمم. الكذب والخداع. المكر.الوساطة ...) الذي بنيتم من خلاله مجدكم الحقير . فشبابنا مثقف وواعي ويعشق التحدي ومن الﻵن فصاعدا لن نترك لكم الساحة فارغة يا رباعة المتخلفين والزناديق . كل الشكر و التقدير لكل من ساهم من قريب أو بعيد في هذه الملحمة التاريخية . شكرا للشباب.الشابات.النساء.الشيوخ.الأطفال. شكرا للجميع.
موحى البارص