محمد جرو/جديد أنفو.
علاقة المغاربة بالخبز والعكس قد يكون صحيحا يعود لسنوات واتخذت تمثلاته في المشترك الجمعي مجموعة من الأمثال والأوصاف تسقط على هذه المادة الأساسية بالبيوت المغربية عبر التاريخ ..
"الله يعطيك شي خبزة زوينة"في إشارة إما الى وظيفة أو زوجة وغيره ،"خبزك عجنو ماتشرك فيه حد"وربما يعني اتخذ الكتمان سبيلا ..من جهة أخرى نسترجع قضية "شهداء كوميرا"بعد أحداث الدارالبيضاء الأليمة ومن ارتباط حميم بالخبز رقت الذاكرة الشعبية من فقد إثر الحادث إلى "شهيد "وكان الراحل الحسن الثاني يحث الحكومات والمسؤولين عدم مساس الدقيق بلهيب ارتفاع الأسعار إلى جانب السكر ..
هنا والآن ،وتحت قبة البرلمان "انتفض"ممثل البام ليصرح مباشرة أن دقيقنا فاسد وسبقه وزيران ومسؤول رسمي زاد من حدة الوصف بأنه لا يصلح حتى علفا للبهائم .. وحذرت جمعيات حماية المستهلك من خطر تسببه في السرطان.هنا يحق لنا أن نتساءل عن هل ستتحرك النيابة العامة وغيرها من الجهات المعنية لإجراء بحث وترتيب الجزاءات على المخالفين للقوانين المرتبطة بالدقيق ،وقبل ذلك هل نأكل نفس الخبز ومن نفس الدقيق أم لكل "طبقة"خبزها إذا ما كان بعضهم يأكل هذا الخبز أصلا وذلك الدقيق ؟ولماذا تصر الدولة على استعمال القمح الطري في إنتاج الدقيق المدعم بدل القمح الصلب؟
والخطير لماذا يمول دقيق منخفض القيمة من المال العام، بينما يباع الجزء الأغنى غذائيا كمنتج فاخر خارج متناول الفئات التي يفترض أن يخصص لها الدعم؟أسئلة وغيرها تتطلب أجوبة حقيقية لأن الشارع المغربي بدأ يتفاعل ويتخوف من مواصلة تناول الخبز المغشوش من الدقيق الفاسد الذي عبر عنه ممثل البام أنه ربما يطحن الورق بدل القمح !؟