جديد انفو / متابعة

بالقرب من الفضاء الذي ينظم فيه المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، توقفت حافلة مدرسية لتسمح لمجموعة من التلاميذ بالنزول متوجهين بكل حماس نحو المدخل الرئيسي المؤدي للأروقة التي تحتضن الدورة ال 28 لأكبر حدث أدبي في المغرب.

وعلى الرغم من جدولهم الزمني المزدحم، خاصة مع اقتراب امتحانات نهاية السنة، حرص هؤلاء القراء الصغار برفقة أساتذتهم على تخصيص وقت لزيارة المعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي ينظم بالرباط للسنة الثانية على التوالي في الفترة من 1 إلى 11 يونيو الجاري.

فاستقبلت قاعات الندوات وفضاءات العرض العديد من الأشخاص من مختلف الفئات العمرية، ولكن يجب انتظار ” فترة الذروة” ، خلال عطلة نهاية الأسبوع، لترتفع وتيرة الزيارات.

ويلاحظ الزائر لقاعات العرض أن بعض الأروقة تعج بالزوار، وأخرى شبه فارغة، وفي هذا الفضاء المخصص للكتب (120.000 عنوان و 2 مليون نسخة معروضة) تعرف كتب الشباب والرواية وكتب التنمية الذاتية إقبالا من طرف زوار المعرض.

وفي تصريح صحفي نوه ماهر الكيالي، مدير “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” وهي دار نشر لبنانية تأسست في 1969 ، ب” التنظيم الجيد ” لهذا الحدث، و” التسهيلات الممنوحة للعارضين لتمكينهم من القيام بمهمتهم في أحسن الظروف”.

وبالنسبة للسيد الكيالي، الذي شارك في العديد من المعارض والتظاهرات المخصصة للكتاب في مختلف أنحاء العالم العربي، خاصة في أبو ظبي والدوحة والقاهرة، يتميز المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط ب”برنامجه الثقافي الغني والمتنوع، مع تنظيم مجموعة من الندوات والموائد المستديرة وورش العمل وغيرها من الأنشطة التي تهم الجمهور والتي تضفي على المعرض الحيوية والتميز “.

وأضاف الناشر اللبناني، أنه ” على سبيل المثال سنستضيف في هذا الرواق بالذات، كتابا مغاربة حيث سيقومون بتقديم وتوقيع آخر إصداراتهم “، معربا عن سعادته “بتقاسم أهم كلاسيكيات وجديد الأدب اللبناني والعربي مع القراء المغاربة المعروفون بثقافتهم الواسعة”.

أما كريمة أحنين، عضو رابطة كاتبات المغرب، فاعتبرت أنه دورة بعد أخرى، رسخ المعرض مكانته، وتمكن من استقطاب عدد متزايد ومتنوع من الجمهور.

وأوضحت ” من المهم أن نرى إضافة إلى نخب وفئة عمرية معينة، وجود فئات جديدة من المجتمع يجذبها الكتاب خاصة في صفوف الأطفال والشباب الذين يزداد عددهم سنة بعد سنة “، معتبرة أن ظهور مؤلفين شباب في المشهد الأدبي ساهم في تقريب الكتاب من الأجيال الصاعدة.

وفي الفضاء المخصص لدور النشر والمؤسسات، يوجد في المنتصف رواق كيبيك، ضيف شرف هذه الدورة، حيث يلفت الانتباه بمساحته الشاسعة وتوفره على منشورات من جميع الأنواع (أعمال أدبية، وكتب أكاديمية، ومجلات، وموسوعات،وغيرها ).

وأبرزت كارين فاشون نائبة المديرة العامة للجمعية الوطنية لناشري الكتب في كيبيك، والمسؤولة عن الرواق، أن كيبيك تشارك منذ عشر سنوات في المعرض الدولي للنشر والكتاب، لكن هذه السنة تعد ” استثنائية ” على اعتبار أن كيبيك هي ضيف شرف هذه الدورة.

وأشارت “سنستفيد من هذه الفرصة لتقديم عرض كيبيك بكل تنوعه ” ، موضحة أنه لهذا الغرض سيشارك حوالي ثلاثون مؤلفا من كيبيك في موائد مستديرة ولقاءات مرتقبة طيلة أيام المعرض.

وأضافت أن الأمر يتعلق أيضا ب”نسج علاقات مع مهنيي الكتاب المغاربة” ، معتبرة أنه ” توجد الكثير من الأشياء التي يمكن القيام بها معا فيما يتعلق بالنشر المشترك، والتوزيع”.

من جهتها، نوهت سعاد، وهي أستاذة اعتادت زيارة المعرض بانتظام، بجودة التنظيم، وغزارة وتنوع العرض، معربة عن أملها في أن تنظم الدورات المقبلة في ” فترة ملائمة أكثر للطلبة والأساتذة والأسر، الذين يقومون خلال هذه الفترة بالتحضير لامتحانات نهاية السنة”.

بدورها، اعتبرت سمية مسرور، وهي طالبة في مجال الصحافة، وناشطة جمعوية، أن ” المعرض ينظم في الوقت المناسب ليعيد للكتاب جمهوره ومكانته”.

وبكل حماس، قالت الطالبة الشابة، التي كانت تبحث عن كتب تتوافق مع مجالات اهتمامها وهي الصحافة والمجتمع المدني، إن ” هذا النوع من الأحداث هو ما يحفز على الابتعاد عن الشاشات وإيقاع الحياة اليومي السريع، ولو لمدة نصف ساعة، من أجل إعادة اكتشاف المتعة التي لا يمكن وصفها عند فتح الكتاب، واستنشاق رائحته وتصفح أوراقه”.

ومع مرور الساعات خلال هذا اليوم، بدا الزائرون أكثر عددا وتنوعا، تلاميذ وطلبة وناشرون وممثلو عدد من المؤسسات وباحثون، فالأشخاص المعتادون على فضاءات المعرض يأتون لاكتشاف المستجدات، مع محاولة إجراء مقارنات مع الدورات السابقة، بينما الأشخاص الذين يحلون لأول مرة يندهشون بشكل واضح بشساعة الفضاء ووفرة العروض. إنها انطلاقة جيدة للدورة ال28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.

المصدر: و.م.ع