جديد انفو - الرشيدية / متابعة ( الصورة من الارشيف )

قرار الإغلاق الليلي خلال شهر رمضان  على المستوى الوطني تفاديا لانتشار فيروس كورونا ،لم يأت اعتباطا او ارتجاليا   كما يعتقد الكثر ، بل جاء بعد تفكير طويل ونقاشات و اجتماعات مكثفة بناء على آراء اللجنة العلمية التي تتكون من عشرين خبيرا، ولجنة القيادة، والجهات الصحية والجهات الأمنية.

بالرشيدية كباقي المدن الاخرى الكثير من الشرائح استخفت بالقرار ولا تزال تنتقد قرار الإغلاق الشامل من الساعة الثامنة إلى السادسة صباحا من أيام رمضان ،وبسخرية كبيرة تردد : هل كورونا لا تخرج الا ليلا ، والحقيقة التي يكنها ذاك المواطن المنتقد انه راض على القرار حين يستحضر الاعداد الكبيرة التي تزداد يوما بعد يوم وكثرة عدد الموتى  التي آلمت الكثير من المواطنين في اصابة اقاربهم سابقا .

 الغريب في الامر انه بعد عيد الاضحى الماضي كثرت الاصابات وحمّل الجميع المسؤولية لأصحاب القرار بالقول :' كان من الواجب الاغلاق لتفادي كثرة التنقلات والاصابات ' ويعود اللحظة بعد الاغلاق الليلي ،ليقول يجب التخفيف ' مما يوضح جليا ان المواطن احيانا غير مدرك لخطورة الامر وطريقة التفكير لديه  ضيقة ومتدبدبة .

والكثير من المواطنين  بالرشيدية والذين لهم بعد الرؤيا  يثمنون القرار بحجج عقلية منها ان الفيروس يستوجب التعامل معه بحزم على غرار الكثير من الدول الاوربية التي لا يناقش مواطنوها قرار الصحة العامة تجنبا للكوارث على اعتبار ان الدولة مسؤولة على الصحة وعلى الأمن  العام..

المواطنون بالرشيدية  لهم عادات كباقي المغاربة  في رمضان وغيره، والحرارة توَلد عادات اخرى سيئة منها الزيارات الاسرية والعائلية غير المعقلنة والشوارع مكتظة بالليل حتى الصباح ،والتجمعات في الحدائق العمومية ' واحيدوس ' طول الليل بالقرب من الجامعة والمقاهي ممتلئة عن اخرها واستخفاف كبير بالإجراءات الصحية والتراخي الكبير في استعمال الكمامات مما يستوجب الحزم اكثر .

قرار الاغلاق الليلي املته الظروف الصحية رغم تضرر بعض القطاعات التي تشتغل ليلا والحكومة تراعي تعويض المتضررين  وهذه الاجراءات تكتسي طابعا استشرافيا، تحسبا لتدهور الوضع، وحتى لا نصل بالأنظمة الصحية إلى وضعية صعبة قد تؤدي إلى ارتفاع المصابين وأعداد الوفيات، فأغلب الدول الشريكة والصديقة أغلقت المدن والمدارس وأغلقت الحدود فيما بينها، وقد حصل في الدول الأوروبية التي هي داخل مجال جغرافي واحد ،وتطور الوباء هو علم له خبراؤه، والامر يحتم علينا الانضباط  للقرارات الصائبة وان يكون المواطن جزءا من الحل ، والصحة العامة هي مسؤولية الجميع ويجب التعاون للخروج من دائرة الخطورة ،وما حققه المغرب على مستوى مواجهة الجائحة  ليس بسيطا، والدليل هو الإشادة الدولية بارتفاع اعداد الملقحين بالجرعتين  و التحدي لا يزال قائما ويجب الاستمرار  في الجهود المبذولة  من اجل  ان يسلم المَركَب والخروج من دائرة المرض  قريبا ان شاء الله وليس ذلك على الله بعزيز.