زايد جرو -الرشيدية /جديد انفو

شكل موضوع ' الإجهاد المائي ' محور لقاء تحسيسي لفائدة المتعلمين والمتعلمات بالثانوية التقنية بالرشيدية يوم السبت 03 فبراير الجاري من تأطير أستاذ التاريخ والجغرافيا لحسن الجكاني تحت شعار 'بحفاظنا على الماء نحافظ على الحياة" مواكبة للوضع المقلق للأمن المائي ببلادنا وبدرعة تافيلالت لاتخاذ كافة الإجراءات الاستباقية، التقنية و القانونية والتحسيسية لترشيد استعمال الماء بالجهة ،استجابة لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله الرامية إلى تجنب التبذير المائي ،وتفاعلا أيضا مع توجيهات والي جهة درعة تافيلالت في الاجتماع الموسع الذي ترأسه يوم الأربعاء 3 يناير من السنة الجارية  بالقاعة الكبرى ،في إطار لقاء تواصلي موسع حول مكافحة الإجهاد المائي بالإقليم وبالجهة بشكل عام لاتخاذ إجراءات إجرائية وعملية لتأمين التزود بالماء بشكل مستدام في إطار استراتيجية شمولية لرفع التحديات المتزايدة المرتبطة بالأمن المائي .

ويهدف اللقاء  التربوي الدراسي إلى تبادل المعطيات حول حلول التخفيف من الإجهاد المائي، والوقوف على المبادرات والتدابير اللازمة لمعالجتها  والخروج باقتراحات وتوصيات ينقلها المتعلمون لمحيطهم  وأسرهم لبلورة خارطة طريق واضحة تساهم في التقليل من تبذير المياه.

ومن خلال تصريح للاستاذ جاكاني بين أن 'حجم الخصاص المائي المقلق الذي تعيشه بلادنا يأتي في سياق إجهاد مائي مقلق بسبب التغيرات  المناخية والجفاف ،وضعف التساقطات ،وعدم انتظامها وهو  الأمر الغريب على بلادنا لأزيد من 41 سنة.'

وأضاف ' جكاني '  إن معظم دول شمال إفريقيا ومنها المغرب تعيش في وضعية مقلقة وفي خصاص مهول  وإجهاد مائي كبير مما يستوجب منا التحسيس كفاعلين تربويين داخل المحيط المدرسي أو خارجه  تعبيرا عن  التهديد الذي بات يهدد الأمن المائي'.

 ومن خلال جداول وأرقام محينة و إحصائيات وزارة التجهيز والماء و وتقارير وكالات الأحواض المائية بالمغرب ،وخرائط التساقطات ،و حجم المياه السطحية والجوفية بكافة أحواض المملكة وحقينة أهم السدود ببلادنا في السنين الأخيرة ، تطرق الأستاذ الجكاني إلى الوضعية الراهنة لمشكل الماء بهدف رفع خط الإدراك المجتمعي والوعي الجماعي والفردي تحسيسا بخطورة الوضع، ليواكبه ارتفاع في خط السلوك اليومي لعقلنة الاستغلال وترشيد الاستهلاك المائي  سواء في القطاع الفلاحي أو الصناعي أو الاستعمالات اليومية المختلفة الأخرى .

 اللقاء عززه الأستاذ لطبيعة التخصص بوثائق وخرائط ومبيانات و صورلبعض مظاهر التبذير و استنزاف الثروة المائية ، محذرا من الاستمرار في التعامل مع هذه الثروة القابلة للنفاذ بهذا الشكل  في ظل ضعف التساقطات و تراجع كميات المياه الجوفية و توسيع بعض المجالات الفلاحية بشكل غير متناسب مع تقديرات كميات الفرشات المائية ببعض الأحواض المائية بالمغرب،و الضخ غير القانوني و الآبار العشوائية وغيرها من الممارسات المبذرة لهذه الثروة الثمينة محذرا ومنبها من حين لآخر  لأزمة عطش لا قدر الله ببلادنا، على الرغم من الإجراءات و الجهود التي تبذلها الدولة والقطاعات المسؤولة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة نصره الله .

الأستاذ وقف أيضا في بناء تماسكي لأجزاء العرض على برامج ومبادرات الحكومة ومجهودرات الولاية والسلطات  للتخفيف من مشكل الماء كاستثمار الابتكارات والتكنولوجيات الحديثة في مجال اقتصاد الماء، وإعادة استخدام المياه العادمة، وإعطاء عناية خاصة لترشيد استغلال المياه الجوفية، والحفاظ على الفرشات المائية ومشاريع تحلية مياه البحر وغيرها من المشاريع الهادفة إلى استباق أي أزمة قد تلوح في الأفق .لكنها تبقى دون جدوى كما وضح الأستاذ إذا لم ينخرط الجميع في حماية هذه الثروة من خلال تغير حقيقي في السلوكيات اليومية وفي طرق استغلال المياه و الاستجابة الإرادية للتحذيرات بخصوص أزمة الماء ..

الأستاذ في سياق تفاعله مع تساؤلات المتعلمين والمتعلمات  ذكر ونبه بوجهه وملامحه الجدية والمسؤولة كفاعل تربوي له وزنه العلمي والمعرفي في أبحاثه الأكاديمية أن حصة الفرد من الماء تراجعت إلى أقل من 500 لتر للفرد في السنة بعدما كانت تناهز أزيد من 2500 لتر للفرد قبل سبعينيات القرن الماضي مشيرا إلى عامل النمو الديمغرافي ، و تراجع كمية التساقطات  مما اثر بشكل مباشر في نصيب الفرد من الماء ليختم الأستاذ لقاءه بحضور مدير المؤسسة والطاقم الإداري  ببعض التوجيهات و التوصيات في كيفية التعامل مع الماء و عقلنة استغلاله، كما حمل الاستاذ وبشكل مسؤول كل الحاضرين والحاضرات مسؤولية تبليغ  هذه الرسالة الثقيلة إلى أسرهم و معارفهم وأصدقاء الصف الدراسي  منبها لضرورة انخراط الجميع وبشكل  إيجابي في هذه الحملة التربوية التي تحمل رايتها المؤسسات التربوية بالإقليم بتوجيهات حثيثة من المديرية الإقليمية للتربية بالرشيدية  والأكاديمية الجهوية والتكوين بدرعة تافيلالت وذلك  بتقديم ونشر إبداعات تربوية على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التواصل السريع للتعبير عن الخصاص المائي ببلادنا و التفكير في اقتراحات و حلول تسهم في نشر الوعي الفردي والجماعي للحفاظ على الماء إكسير الحياة  الحياة وأس الاستمرار .