جديد انفو _ الرشيدية / متابعة

في كل مرة تلجأ الحكومة إلى “الحلول السهلة” لمواجهة الإشكاليات والتحديات التي تواجهها، فبعد الأسعار الصاروخية لأضاحي العيد، رغم فتح باب الاستيراد ودعم الموردين، يأتي اليوم دور استيراد القمح لتعويض الانخفاض المتوقع في إنتاجه، إذ يُتوقع أن ترتفع واردات المغرب من القمح، مما يضع المغرب في مراتب متقدمة عالميا في استيراد القمح.وكعادتها دائما في تبرير اللجوء إلى الحل السهل وهو الاستيراد، تتذرع الحكومة بـ' توالي سنوات الجفاف التي أدت إلى التأثير على المخزون المائي بالسدود المستعملة للاستخدام الزراعي، مما أدى إلى توقيف الري في عدد من المناطق الفلاحية، وهو ما أدى بالطبع إلى نقص الإنتاج'.

صحيح، لا يمكن إنكار آثار الجفاف على تراجع إنتاج القمح والعديد من المنتجات الأخرى، لكنه ليس هو السبب الوحيد والأساسي، بل هو جزء من منظومة أسباب مركبة، إذ الجفاف لا يعدو أن يكون الشجرة التي تُخفي العديد من الأسباب المساهمة في تراجع الإنتاج الفلاحي وارتفاع أسعار المنتجات الفلاحية.

الخبير في مجال البيئة والتنمية المستدامة 'أحمد صدقي' أكد أن هناك عدة أسباب وراء انخفاض إنتاج القمح، مبينا أن ارتفاع الواردات يعود إلى مجموعة من العوامل، “أولها عامل طبيعي يرتبط بقلة التساقطات المطرية في البلاد”.

وأضاف صدقي، '، أن “العامل الثاني هو توجه السياسة الفلاحية إلى تشجيع أنواع من المنتوجات ودعمها خصوصا الموجهة للتصدير، مما أخل بأولويات الإنتاج، وبمقتضيات الأمن الغذائي'.

وتابع أن 'إنتاج القمح مثلا الذي يعتبر على رأس الأولويات الوطنية اجتماعيا واقتصادية وثقافيا، يوجد خارج أولويات السياسة الحكومية المتبعة في المجال الفلاحي… سواء من حيث توجيه الدعم ومن حيث توجيه تدبير مياه السقي ومن حيث باقي المحفزات التي مع الأسف تُصرف وتُوجه لمنتوجات أخرى تتوخى الربح بالدرجة الأولى من باب التصدير وتستنزف المخزون الوطني المائي، وكأننا نصدر مياه البلاد إلى الخارج ولا نراعي ثقافة الاستهلاك الوطني'.

واعتبر صدقي، أن تراجع إنتاج القمح أدى إلى ارتفاع أسعاره بشكل كبير، مبرزا أن 'الثقافة السائدة والراسخة تجعل من استهلاك القمح ومشتقاته المختلفة ومنها الخبز بالخصوص على رأس الطلب الغذائي للمواطن المغربي وعلى رأس اولويات أمنه الغذائي' .

ونبه صدقي، إلى 'خطورة التبذير الغذائي' التي تسجل أرقاما كبيرة بالمغرب، ومنها تبذير الخبز مثلا، مشيرا إلى أنه 'يتم رمي الخبز في القمامات خلافا لثقافتنا القديمة التي تقدس الخبز وتجعله رمزا لنعمة المولى'.

 

المصدر: الأيام 24