زايد جرو – سعيد وعشى/ جديد انفو
استضافت قناة جديد انفو المايسترو والملحن والموزع الحسين بن لحبيب في لقاء خاص حول الهوية، والانتماء، وكيف كانت البداية في الموسيقى واللحن وأسئلة أخرى عديدة ستبث في القريب العاجل بحول الله ، وفي آخر اللقاء طلبت الجريدة منه مقطعا غنائيا من تلحينه ،فغنى للأرض والأم والحياة وفلسفة الخلق في مقطع له يحمل عنوان: "وادي النعام" .
وادي النعام مقطع وجداني فلسقي ،يجسد الارتباط العميق والوثيق بين الأنا والأرض ،رمز الخصب والعطاء في أساطير الانبعاث وتجدد الحياة، فرغم الاغتراب والتنقل والصراع الأبدي مع القوى الغيبية ،وتغير الحياة من حال لحال، يظل حدث الميلاد والنشأة مرتبطا بالذاكرة التي ارتبطت معالمها بالوادي ،الذي عاد إليه المبدع ليجدد شهادة ميلاده ليروي ظمأ الرحلة وعذابها الطويل.
شهادة ميلاده انتقلت عبر الوادي للأولاد الفرسان،الذين يفخر بهم المكان، ويفخرون هم أيضا بجريان مياه الحياة فيه ،فقد عاد الميلاد والبعث للفضاء المكاني بدفء العودة الجماعية التي تجددت بالرحلة والتنقل والحركة في شكل متعامد مع التحول ، والموسيقار يستحضر كل أساطير التجدد والانبعاث التي نهل منها الشاعر الحديث انطلاقا من صور بدر شاكر السياب من خلال غيلان ورموز السندباد وعوليس وبنلوب وطائر الفنيق وانتهاء بتعقد الرمز وتوظيف الأساطير عند أدونيس وصلاح عبد الصبور ومحمود درويش وغيرهم من الشعراء المعاصرين الذين كسروا البنية وجددوا الرؤيا في الشعر العربي المعاصر.
بعودة المايسترو لوادي النعام ،صحبة أولاده تجددت الحياة ،فعاد الربيع للأجداد واستيقظوا للاستمتاع بأنشودة المطر، وبُعثوا من جديد ليشهدوا ارتباط الحسين بن لحبيب بهويته وانتمائه فتحول رماد الفنيق لحياة جديدة ليستمر النشيد، وإليكم المقطع.