المهدي بن عمر

 قصة أغرب من الخيال تلك التي تعيشها السيدة رابحة معسو و ابنها فزاز مولاي محمد، منذ أن قرر هذا الأخير مغادرة مسكنه بأعالي جبال أنفكو و السفر نحو أضواء المدينة... نحو العاصمة، بحثا عن مصير مأذونية منحه إياه الملك دون أن يُكتب له أن يستفيد منها لأسباب مجهولة.

الشاب، البالغ من العمر 34 عاما، و بعدما أعياه البحث و السؤال قرر الاعتصام أمام مقر وزارة الداخلية، دون أن يدري أن ذلك سيكلفه "اعتقالا تعسفيا" بمركز اجتماعي, و هو الذي تعود الحرية و الهواء النقي لأعالي جبال الأطلس...ففي يوم السبت خامس أكتوبر, الذي وافق يوم الوقوف بعرفة، تقدم منه رجال شرطة بزي مدني واقتادوه إلى مركز عين عتيق، و هناك ألقوا به وسط المتسولين و الحمقى، دون أن تكلف السلطات المعنية نفسها عناء إخبار والدته الأرملة بمكانه، ليظل هناك "سجينا" بدون محكمة إلى أن تمكن من الاتصال بوالدته يطلب منها أن تساعده على استرجاع حريته.

و اليوم و قد مرّ أكثر من شهر على اللحظة التي تم فيها "احتجاز" الشاب الأمازيغي بالمركز الاجتماعي، نسيت مصالح الأمن أمره و عاد رجالها  لـ"حماية" أمن الوطن، لكن قلب الأم لم ينسى، فقررت السيدة رابحة معسو التوجه للملك بنداء تطالبه فيه بالإفراج عن فلذة كبدها، و "بناقص من ذيك لاكريما" إذا كان ثمنها اختطاف أو حجز أو اعتقال ابنها...

 تتعدد الأسماء و سلب الحرية واحد...