جديد أنفو - مكناس

يشكل قطب المنتوجات المجالية إحدى أهم نقاط جذب زوار الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب المقام بمدينة مكناس والذي يسعى إلى أن يكون واجهة حقيقية للثروات الفلاحية المغربية.

وينظم هذا القطب، الذي خصص له في هذه الدورة مساحة تفوق 16.000 متر موزعة على ما يفوق 500 رواق،  من طرف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، من خلال وكالة التنمية الفلاحية وبتعاون مع المديريات الجهوية للفلاحة ومندوبية المعرض.

وبالفعل تكثف وكالة التنمية الفلاحية جهودها لمواكبة التجمعات المنتجة، والتي يشارك 100 منها لأول في هذا الملقى لعرض العديد من المنتوجات التي تشهد على غنى وتنوع الثروات الفلاحية في مختلف مناطق المغرب .

وفي هذا الصدد، قالت محجوبة شكيل، مديرة تنمية تسويق المنتجات المجالية بوكالة التنمية الفلاحية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الدورة الـ 16 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، إن دعم الوكالة يروم تعزيز التنظيم الداخلي لهذه التجمعات وتحسين جودة منتوجاتها، فضلا عن مساعدتها على الانفتاح على أسواق جديدة.

وأضافت أن من شأن هذه المقاربة ، إلى جانب متطلبات أخرى ، ضمان مصدر دخل قار لهذه التعاونيات والأسر المنخرطة فيها ، مشيرة إلى أن إحدى المهام الرئيسية للوكالة تتمثل في تسويق المنتجات المجالية على الصعيدين الوطني والدولي؛ وهي مهمةٌ تتماشى مع الاستراتيجيات الفلاحية للمملكة (مخطط المغرب الأخضر “” 2008-2020 و “الجيل الأخضر” 2020-2030).

وأوضحت السيدة شكيل أن وكالة التنمية الفلاحية تقوم بدور جوهري من خلال العديد من برامج التأهيل الهادفة إلى تعزيز ودعم التعاونيات، بما فيها برامج للتكوين والتواصل والحصول على العلامات.

وصرح محمد عماش، رئيس إحدى التجمعات ذات النفع العام العاملة في مجال تسويق الكسكس في بوجدور، والذي يشارك في الملتقى ، إن دور وكالة التنمية الفلاحية ووزارة الفلاحة حاسم في مواكبة مشروعه الطموح، الذي يستفيد منه حاليا 51 شخصا،  85 في المائة منهم نساء.

وتابع “طموحنا هو الرفع من الإنتاج اليومي للتجمع  وزيادة دخل النساء العاملات في تعاونيتنا، فضلا عن عصرنة منتوجنا الرئيسي؛ الكسكس، وكذا الإسهام في تحقيق السيادة الغذائية للمغرب”.

وفي تصريح مماثل ، أشاد حسن بشقاقة ، رئيس تعاونية “أريج الغابة” المتخصصة في إنتاج الأعشاب الطبية بجهة مراكش ـ آسفي، بمجهودات الوكالة خاصة في يتصل بتسويق منتجاتهم.

وقال  “لقد استفادت تعاونيتنا التي تأسست سنة 2017 من دعم وكالة التنمية الفلاحية، التي ساعدتنا بشكل كبير على تسويق منتجاتنا في العديد من المحلات التجارية الكبرى والمعارض الدولية”، مضيفا أن “أريج الغابة” تضم حاليا 70 شخصا، مقابل خمس أشخاص عند انطلاقتها.

-قطب “المنتجات المجالية ” أفرد حيزا مهما للتجمعات المنحدرة من منطقة الحوز

أولى قطب “المنتجات المجالية ” الذي يشهد هذه السنة مشاركة ما يقارب 800 تعاونية وأكثر من 16500 منتج، منهم 8000 امرأة، اهتماما خاصا للتجمعات المنحدرة من المناطق المتضررة من زلزال الحوز.

وتمثل هذه المجموعات 10 في المائة من مجموع التعاونيات المشاركة، أي 45 تجمعا . ويشارك في هذه الدورة 25 شعبة انتاجية تمثل الجهات ال12 للمملكة حيث تعرض ما يفوق 5000 صنف من المنتوجات وهو ما يبرز حجم الجهود التي يبذلها المنتجون لضمان الجودة والتنوع مع الحفاظ على الخبرات المحلية العريقة .

ويعكس هذا القطب الانجازات التي تحققت بفضل الانخراط الكبير لوزارة الفلاحة منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر ثم  في إطار استراتيجية الجيل الأخضر، لدعم ومواكبة قطاع المنتوجات المجالية .

فمن بين 3900 تجمعا للمنتجي المنتوجات المجالية التي تم تسجيلها لحد الان، استفاد أكثر من 2331 تجمعا تمثل حوالي 50 ألف منتج، من مختلف مبادرات وبرامج المواكبة ، لا سيما مشاريع الفلاحية التضامنية المخصصة للمنتوجات المجالية ، وبناء 369 وحدة للتثمين وتجهيز 845 وحدة للمنتوجات المجالية . كما حصل 80 منتوجا على العلامات المميزة.

ويتعلق الأمر بتعزيز قدرات  1453 تجمعا منتجا بفضل برامج التأهيل لتمكينهم من التكيف مع شروط ولوج السوق وتمكين 934 تجمعا  من الحصول على التراخيص الصحية لمنتوجاتهم.

-التسويق عامل حاسم في تنمية المنتجات المجالية

بفضل استراتيجية تنمية تسويق المنتوجات المجالية ، فإن الترويج والتسويق أصبحا من أهم المحاور المستهدفة لضمان استدامة مداخيل منتجي المنتوجات المجالية ، لاسيما النساء والشباب في العالم القروي.

كما تم التوليف بين العديد من المبادرات مما مكن أكثر من 332 تجمعا من الولوج إلى شبكات التسويق الحديثة، كما شارك 1369 تجمعا في معارض جهوية ووطنية، وشارك 354 تجمعا في المعارض الدولية، وتمكن 200 تجمع من استخدام التسويق الإلكتروني بفضل منصة www.terroirdumaroc.gov.ma. .

وفي الاتجاه ذاته تم تعزيز صورة وسمعة هذه المنتوجات في الأسواق ، بإنشاء علامة جماعية ( منتوج مجالي من المغرب) “Terroir du Maroc” وقد تمكن حتى الآن ما لا يقل عن 274 تجمعا من الحصول على هذه العلامة  لأكثر من 1188 منتوجا.

وركزت وكالة التنمية الفلاحية أيضا على إطلاق حملات ترويجية وتسويقية بوتيرة متواصلة من خلال العديد من حملات التنشيط على مستوى المتاجر الكبرى والمتوسطة ونقاط البيع المتخصصة، بالإضافة إلى حملات التواصل ” 360 درجة” من أجل إنجاح مسعى الوزارة لجعل قطاع المنتوجات المجالية أحد أهم القطاعات الفلاحية الواعدة .

وقد تطلبت كل هذه البرامج الموجهة لفائدة التعاونيات والتجمعات تعبئة حوالي  11,7 مليار درهم منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر إلى اليوم، منها حوالي 11 مليار خصصت لمشاريع الفلاحة التضامنية واقامة البنية التحتية للتثمين، و700 مليون درهم خصصت لبرامج الترويج ودعم التسويق.

وقد كان لهذه الجهود الجبارة وقع إيجابي على تنمية قطاع المنتوجات المجالية بالمغرب، ومكنت من تحسين الظروف المعيشية للمستفيدين.

كما شهدت المنتوجات المجالية تطورا كبيرا على مستوى الجودة والتعبئة والتلفيف وأساليب العرض، وكذلك تحسينًا واضحًا للمهارات التسييرية للتعاونيات وهو ما انعكس على شكل زيادة في المبيعات، ومضاعفة رقم المعاملات وهامش الأرباح الصافية، والرفع من عدد فرص الشغل المحدثة بأكثر من 40 في المائة.