زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
حرص سكان الجنوب الشرقي ،على التمسك بإحياء التقاليد والطقوس الرمضانية، نابع من جذور تشبثهم بالموروث، في الذاكرة الجماعية بالمنطقة.
فتعدد تقاليد سكان خلال هذا الشهر الفضيل، تعكس الغنى والتنوع الثقافي المغربي، ذلك أن الاحتفاء بقدوم شهر رمضان كحدث ديني واجتماعي يشكل مناسبة لإبراز التقاليد على اختلافها وتعددها والتي تحمل مدلولا ثقافيا ورمزيا ، مما يمنحها طابع التميز والتفرد.
ومن عادات وتقاليد سكان المنطقة التي تبدو فريدة، والتي تزداد تميزا في شهر رمضان الكريم، تفننهم في التحضير للافطار والسحور بغير تكلف ولا تصنع؛ فهي عادات عريقة توارثوها أبا عن جد، حيث التميز في السلوكيات والمظاهر والفرحة لاستقبال شهر المغفرة والتوبة.
فرؤية هلال رمضان في القديم عند بعض قبائل الرحل بالمنطقة يكون عن طريق العين المجردة وفي حال تعذر ذلك يكون صوم يوم الثلاثين من شعبان أو الأول من رمضان ترجيحا للشك في رؤية الهلال ويكون الإفطار في التاسع والعشرين .
وأهم العادات القديمة استقبال شهر رمضان في بعض المناطق بشراء “الكرشة” و' الشحمة' وتقطعيها أجزاء صغيرة ثم تجفيفها في الشمس، لتستعمل طيلة وجبات الإفطار في رمضان في طهي وجبة الحريرة عوض الحمص والمقدنوس، إلى جانب إعداد الخبز بالشحم أو ما يسمى بالامازيغية “أغروم نوكنسو او أغروم تادونت”، وكذا توفير التمر الذي لا يشترى في الغالب وإنما يعطى مجانا في هذا الشهر لمن لا يملكه .
وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار وأداء صلاة العشاء والتراويح ، تقوم النساء بطهي وجبة السحور التي تكون في الغالب من خبز مدهون بالسمن والعسل الى جانب التمر.
ومن عاداتهم أن تترك النساء الكحل والحناء، ويعتبرن المرأة التي تكتحل أو تصبغ شعرها بالحناء في نهار رمضان صيامها غير مقبول.
إن ارتباط قبائل المنطقة أشد الارتباط بشهر رمضان إنما ينبع من حرصهم على الاحتفاء به كإحدى الشعائر الدينية التي يتعين احترامها وأن الحضور المتميز لهذا الشهر الفضيل لدى ساكنة الجنوب الشرقي ينم عن قدسيتهم له واحتفاء القبائل بشهر رمضان إنما يعكس تعلقهم بتعاليم الدين الإسلامي بتلاقح ثقافي وتنوع وغنى الموروث الشعبي بالمغرب كفسيفساء ذات أطياف مختلفة.