زايد جرو- الرشيدية / جدبد انفو

غير معتادة امي على طلب ارث ولم تلمس أناملها نعومة الاشياء الا حين تداعبني واخوتي.. كبرت وكبرنا بغربة ممزوجة بالمرارة بين الترب والحدائق .. فحين يعكر  مزاجها  تعب الحفر بالفأس بين جداول الواحة تلمس الاشواك  وتترك بصْمتها فراغات من الالم وكانها تبني بها بيوتا لتزيد من الانجاب بعد 11 كوكبا من الذكور والاناث بمخاض عسير  وبلا طبيب فهبت عليها رياح عمياء فجرفت ومن معها للقبر... تتحدث النساء الآن عن الحرية وعن الحق في الإرث وبالزيادة في الميراث  وما الرجال  الا متاع وانعام سخرت للعالمين وتتحدثن بنشوة النبيذ عن فضوليات الرجال وغبش الرجال ..لكن امي طول العمر لا تريد غير رضا ابي؛ ولا تريد سوى ان يهدأ ابي ؛ولا تريد الا ان تبكي دون ان يراه ابي او اخوتي.... هكذا تعلمت من امي وتعلم ابناء جيلي من معول امهاتهم  ان الحفر ورائحة التراب وشتائم ابي نِعم ومطارات من الأمل. فارفعي الفأس أمي ومرريه فوق الترب يجلو لك ولنا في الدجى قمرا يغنيك عن زغردة  النساء بمدونة الحلم والأمل ...ارفعي شانك وهمتك وجففي دمعك امي  فالمحال ساقط على مدارات الأزل واتركي الفتات لعجاف الحمامات لتلهو  وتتسلى بها  ولو لحين.