زايد جرو - تنغير / جديد انفو
أول أيام رمضان بمدينة تنغير كانت الحرارة فيه زائدة لا على الذين يتابعون برامج القنوات الفضائية ، أو الذين تراخت عضلات وجوههم ضحكا أمام الكاميرات المضحكة، أو أمام مقاطع فيديوهات غربية على اليوتوب أو الذين يقلبون أوراق الجرائد الالكترونية اوالصفحات الفيسبوكية بحثا عن مزحة أو هزأة أو مستملحة يقلصون بها تمدد زمن اليوم الأول الطويل .. بل حرارة اليوم كانت شديدة على المياومين الذي يقتلعون الأحجار والتراب وهم تحت الغبار ولهب شمس حارقة لينتحتوا خبزهم اليومي ، أو على السائقين الذين يمخرون الجبال والسهول بشاحناتهم ويصارعون الوقت للوصول قبل الإفطار بقليل ليتقاسموا مع أبنائهم كل شيء يسرعون ويلهثون ليسمعوا كلمات طيبة من أهاليهم وليصنعوا الفرحة على وجوه طرية تنتظرهم ليسمعوا من أفواههم كلمة " الحمد لله على سلامتك بابا" و لا معين لهم إلا الله والصبر والقناعة والأجر والثواب.
اليوم الأول من رمضان بتنغير في منتصف النهار، المدينة فيه شبه خالية إفا من الرياح التي تجوب بدندنتها كل الاماكنإلا وبعض السيارات التي يطارد بعضها بعضا، ودراجات نارية بح صوتها وتغير إيقاع سيرها وتزايد صعود دخانها ، بعض المارين على عادتهم وعلى عادة الجنوب الشرقي يوزعون السلام باليد والكلام يلتفتون على يمينهم و على يمين يمينهم، وعلى يمين جيران جيرانهم في السير المعكوس ليتقاسموا جميعا سر اليوم الأول.. وكل له حكايته مع هذا اليوم العظيم وكاميرا جديد انفو لها سرها أيضا حين خرجت لتطل عينعا على المدينة زمن القيلولة لتنقل أحداث الصمت نهارا ولتنقل حدث دب الحراك زمن الأصيل، وقبل الآذان بقليل وقد نقلت لكم من المدينة المشاهد التالية: