زايد جرو + سعيد وعشى – أرفود / جديد انفو
العقرب التي لسعت الطفل "محمد أوحدو" ذي الخمس سنوات بدوار "كدية دراوة" ضواحي مدينة أرفود والتي أنهت حياته وهو في الطريق للرشيدية، أدمى فؤاد الأم وأغضب الساكنة، وأبكى الأسر والمتعاطفين مع براءة الطفولة، وانقبض الجميع وتحسر الكل على الوضع الصحي بالمستشفى الذي انتظرت فيه الأم المكلومة ما يقارب نصف ساعة في انتظار سيارة الإسعاف التي ستأتي من الريصاني واثنتان رابضتان بقلب المستشفى حسب تصريح الأم.
المتظاهرون والمتظاهرات يوم أمس الأربعاء 29 يونيو 2016 بعد صلاة التراويح أمام المستشفى المحلي" الصغيري حماني بلمعطي" رددوا شعارات تمس صحة المواطن وأحقيته في الاستشفاء والعلاج حسب ما يكفله له الدستور، وطالبوا بحناجر غاضبة قوية هزت الشارع العام برحيل وزير الصحة رافعين لافتات تندد بسياسات الحكومة في بعض القطاعات الحيوية التي لها علاقة بالمعيش اليومي والمباشر للساكنة.
بداية التظاهر كانت قليلة الحجم والنوع لكنها توسعت و تناسلت بشكل منظم ،غريب وفريد ساعد المنظمون بشكل حضاري رجال الأمن في إخلاء الطريق للسيارات والمارة واجتمعت أقوام رب العاملين باعتبار الصحة قطاعا يهم الجميع، اليوم عقرب والغد أفعى، وقائمة الزواحف الجوالة في الصحراء طويلة، المحتجون حنقوا على استخفاف المستشفى بحالة المصاب الذي انتظر الموت، وما ذنبه غير أنه من الفئات المحرومة الكادحة، وتم نقله من دواره بدراجة نارية، ليلقى ربه الكريم الغفور المنان في الطريق قبل أن ينتعش كوثر دمه بفاعلية الدواء ونفعه ولو للحظة، ذاق طعم نقع السم لذي دمر خلاياه الطرية البريئة فأسلم روحه للأعالي في سيارة إسعاف ودون مرافق إلا التي احترق قلبها والسائق ،لا طبيب ولا مساعد وحالة السيارة أشبه ب "تراكتور" في السير كما قالت أم الطفل.
الحدث تكرر ساعة التظاهر إذا حلت طفلة أخرى رفقة أبيها لسعتها عقرب ملعونة أيضا وحملها الأب بدراجته النارية لتدخل المستشفى وحتى ساعة انتهاء التظاهر لم تلفظها الأبواب الأمامية، هل رحلوا بها للرشيدية من الباب الخلفي، او لقيت علاجا معينا فذاك الجواب في طي المجهول.
عيب في بلاد شاسعة المرامي مشبعة بالثقافات الحقوقية كما يرددون أن يعضك حمار أو حشرة ، أو تلسعك عقرب، أو تلدغك أفعى، أو تركلك نعجة ،ولا تجد لا الدواء ولا الطبيب أحيانا ولا سيارة إسعاف تليق أو مساعد طبيب رحيم مرافق، لتواجه الموت البطيء وحيدا ، والمرض ينخر الجسد ويتلذذ بالانتصار على الصحة، والموت تنتشي على الحياة، إنها التجربة الأليمة لصراع الحياة والموت في لحظة وجيزة على متن سيارة ليست من نوع تواريك ، والحادث يتكرر كل صيف وفي كل مستشفيات المغرب العميق، إنه الخزي المتكرر والعار الذي تآلف مع الساكنة في القصور العتيقة وفي الجبال العالية والفيافي الممتدة والواحات الشاسعة، وقد حمّل المحتجون المسؤولية للمسؤولين على القطاع في انتظار الفرج من الله.
كاميرا جديد انفو حضرت الوقفة الاحتجاجية وأنجزت الربورطاج التالي :
الوقفة الإحتجاجية على القناة الأمازيغية :