حفيظ كرومي – بوذنيب ( الصور بعدسة : اسماعيل محمدي )
لا تزال ساكنة بوذنيب تقف مثنى وفرادى في صفوف طويلة أمام مستودعات الدقيق المدعم بالمدينة، والتي لايتجاوز عددها الإثنين، ففي مشهد مأساوي يجمع حوالي 300 شخصا ذكورا وإناثا من فئات عمرية مختلفة، منتظرين أن ينالوا حظوظهم من الدقيق المدعم،.
في نهاية كل شهر، يكون على رب كل أسرة ببوذنيب أن يقف لساعات في طابور يقطع تجمع مباني طولا وعرضا، الواقع الذي يجعله مهيئا للدخول في أي شجار بعد أن يتسابق للحصول على المراكز الأولى من الصفوف، مما يحدث فوضى وهلع في تجمع 300 شخص في ذات الزمان والمكان.
إن بوذنيب، عانت ولازالت من ويلات لعنات سياسية ومن تهميش أُريد له أن يعشش في المدينة ويشملها في مجالات عدة، ومن إقصاء على مستويات كثيرة أن يمتد إلى 2016، وربما إلى الأجيال القادمة.
في لوحة تراجيدية تنتمي إلى سنة 2016، تتعالى صرخات وشكاوى المنتظرين لحصصهم من مادة الدقيق المدعم، تتخذ في أحيان كثيرة ملاسنات كلامية وتشابك بالأيدي وتصل في أقصى الدرجات إلى الركل والرفس بين نفس طينة المنتظرين.
واقع المضاربة في الدقيق المدعم، وواقع احتكاره من طرف بعض التجار بالمدينة، يجعل المواطن اليوم يقضي يوما كاملا من أيام الشهر في الانتظار وتحت أشعة الشمس وربما في يوم عمل، ويجعله يدخل في مشاكل اجتماعية وتواصلية مع جيرانه وأصدقاءه، في موقف يستأسد فيه صاحب السلعة ويعلي صوته حتى على صوت " المخزن" الذي يحضر لتنظيم عملية التوزيع.
الواقفون تحت أشعة الشمس، استنكروا أن يُفعل بهم هكذا في كل عملية توزيع، وطالبوا الجهات المعنية بالتدخل لحل أزمة تتكرر كل نهاية شهر، مع ضمان حصول كل أسرة على حصتها من الدقيق المدعم في شروط إنسانية ومقبولة.