جديد أنفو - متابعة

توصلت "جديد انفو" ببلاغ استنكاري من اللجنة التحضيرية لمشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديمقراطي هذا نصه :      

إن استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم العصابة الإجرامية "البوليساريو"، بمناسبة انعقاد منتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد- 8)، خارج السياق، و ببروتوكول مبالغ فيه لا يليق بشخص متورط في التعذيب والإبادة الجماعية بمخيمات تندوف، لم يكن سوى النقطة التي أفاضت كأس الغدر، بعد سلسلة من الخطوات العدائية التي باشرها الرئيس التونسي تجاه المغرب وقضاياه المصيرية. خطوات متتالية تكللت بالموقف المخجل وغير الودي في أكتوبر 2021، عندما امتنع ممثل تونس في سابقة من نوعها، عن التصويت لصالح القرار 2602 بمجلس الأمن الدولي المتعلق بتمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصحراء المغربية، قبل أن تتطور الأمور إلى تجاوز كل الخطوط الحمراء والمس بشعور المغاربة وبالعلاقة الأخوية القوية بين الشعبين الشقيقين، في سبيل إرضاء أجندات عدائية لا علاقة لها بمصلحة التونسيين ولا بروابطهم القوية مع المغاربة عبر العصور.

إن ما قام به الرئيس سعيد يعاكس مواقف المغرب التاريخية الداعمة لتونس واستقرارها، حتى في أحلك اللحظات، ولأن الذكرى تنفع المؤمنين، فإن زيارة ملك المغرب سنة 2014، في عز الهجمات الإرهابية التي استهدفت استقرارها، حينما تجول بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة دون حراسة أمنية مشددة، كانت رسالة واضحة تجسد صدق المغرب ووفائه لتلك العلاقة الأخوية والودية التاريخية على كل المستويات، خطوة ساهمت في إنعاش السياحة والاستثمار كركيزتين للاقتصاد التونسي، بعد تضررهما الكارثي جراء الهجمات الإرهابية. تلك الخطوة الملكية التاريخية لم تكن سوى محطة من محطات الدعم الخالد لتونس وشعبها من طرف المغرب والمغاربة عبر التاريخ.

إن الموقف المخجل للرئيس التونسي، الذي سيكون له ما بعده، لم يسىء للمغرب فقط، وإنما لاتحاد المغرب الكبير كمشروع لتكامل إقليمي يراود شعوب المنطقة، ولليابان التي أدانت حضور "كيان مصطنع" لا تعترف بوجوده، ولأغلب الدول الإفريقية التي انسحب بعضها و ندد البعض الآخر بالخطوة الاستفزازية غير المسبوقة تجاه دولة عريقة وقوة اقتصادية وسياسية رائدة إفريقيا ودوليا.

إننا كلجنة تحضيرية لمشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديمقراطي، إذ ندين هذا السلوك الأرعن غير المسبوق، الذي يمس بالقضية الوطنية المحورية للمغاربة، فنحن ننبه الرئيس التونسي إلى ضرورة تصحيح أخطائه ومراجعة خطواته غير المحسوبة، لما فيه من مصلحة للبلدين والشعبين الشقيقين، من خلال النأي بنفسه عن أجندات العسكر الجزائري المعادية لسيادة المملكة المغربية، لحيثيات يعرفها الجميع. وهي مناسبة للإشادة بموقف الشعب التونسي الشقيق ومعظم هيئاته السياسية والنقابية والجمعوية المستنكرة لهذا الاستفزاز الخطير، وبمواقف معظم الدول الإفريقية الرافضة لسلوك قيس سعيد، والداعمة لوحدة المغرب واستقراره، مع الإشادة بدولة اليابان التي رفضت مشاركة العصابة الإجرامية في المنتدى.

إنها مناسبة للتعبير عن موقف مشروعنا السياسي الشبابي الثابت من قضية وحدتنا الترابية، كقضية وجودية بالنسبة لجميع المغاربة، مع الإشادة بالعبقرية والحكمة الملكيتين اللتين تدار بهما سياستنا الخارجية، التي راكمت الانتصارات تلو الانتصارات لصالح هذه القضية ولشتى مصالحنا العليا. وهي مناسبة أيضا للتذكير بأن سلوك الرئيس التونسي الذي أساء له شخصيا و للذين يبتزونه صباح مساء، لن يغير شيئا من حقيقة وواقعية وشرعية ومشروعية مغربية الصحراء، ولا من الدعم الدولي الواسع لوحدتنا الترابية، ولن ينال من العلاقة الأخوية المتينة بين الشعبين المغربي والتونسي.

ومن المفيد هنا أن نذكر بمضامين الخطاب الملكي التاريخي بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، الذي أسس لمحددات ومرتكزات جديدة لعلاقات المغرب مع الدول من خلال جعل قضية الصحراء المغربية النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، كمعيار واضح يقيس به صدق الصداقات و نجاعة الشراكات.

المصدر: اللجنة التحضيرية لمشروع حزب التجمع من أجل التغيير الديمقراطي