محمد حجاجي - جديد أنفو 

"من الدراسة والتدريب إلى التدريس والتسيير والتكوين"، هو العنوان الذي اختاره الأستاذ مولاي إدريس أبو الحامد (المعروف سابقا بــ"سميط") لمؤلفه الذي ما زال مطبوعا، والذي يلخص مسارا حافلا لسيرة مرب عصامي فاضل، قرر أن يدون، ببعض التفصيل، أهم لحظات وفضاءات حياته الدراسية والعلمية، تلقيا واجتهادا ذاتيا، ثم تلقينا وتدبيرا إداريا ثم تكوينا وتأطيرا بيداغوجيا...
 
المؤلف/المطبوع، في صورته الحالية، من 276 صفحة من القطع الكبير، حرص مؤلفه الأستاذ مولاي إدريس على تتبع مسار حياته في التعلم والدراسة والعمل في مجال التدريس والتكوين، ابتداء من الدراسة وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم بالكتّاب، ثم الالتحاق بالمدرسة الابتدائية فالمؤسسة الثانوية فالتكوين بمدرسة المعلمين، فالتدريس بالمدرسة الابتدائية، فالقيام بمهام الإدارة التربوية بالابتدائي، مع الدراسة الجامعية كمنتسب حر، فالتدريس بالثانوي، ثم التعيين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين كمؤطر لمكون التربية الإسلامية وبيداغوجيتها...
 
وفي كل مرحلة من مراحل الدراسة أو التدريس أو التدبير أو التكوين، يحرص المؤلف، بذاكرة قوية، على إيراد مجموعة من المعلومات والأخبار والتفاصيل حول الظروف والفضاءات، والأشخاص الذين زاملهم بأسمائهم وصفاتهم وصورهم وبعض ما يميزهم (وتدوين ما يخص أساتذة اللغة الفرنسية بلغة موليير)، مع التركيز على توثيق بعض الأحداث والوقائع التي بصمت مسيرة المؤلف وأثرت فيه، منذ الطفولة اليتيمة إلى الإحالة على المعاش، وكذا الوقوف على بعض القيم الإيجابية التي اتصف بها من تتلمذ على يدهم أو اشتغل معهم...
 
والحقيقة أنه يمكن اعتبار الوثيقة بمثابة وجه من أوجه التأريخ لتحولات المدرسة المغربية العمومية منذ استقلال البلاد إلى يوم الناس هذا (وخاصة بمنطقة الجنوب الشرقي المغربي).
 
وتجدر الإشارة إلى أن للأستاذ أبو الحامد مبادرات أخرى (ما زالت على شكل مطبوعات هي الأخرى) في التوثيق في مجال ساكنة قريته، واقتراح منهاج لتدريس التربية الإسلامية بمراكز مهن التربية والتكوين، وبيداغوجيا تدريس التربية الإسلامية تنظيرا وتطبيقا...
 
من مؤلف "من الدراسة والتدريب إلى التدريس والتسيير والتكوين"، هذه الإضاءة:
 
"مارست عملي بالمركز [مركز تكوين المعلمين]، منذ تعييني به مع قسمين، القسم الأول من المجازين لسنة تكوينية واحدة، والثاني من الحاصلين على الباكلوريا لسنتين تدريبيتين. والقسمان تجمعهما شعبة اللغة العربية. وبعد هذا النظام شرع بديل تحت اسم نظام المعلم الوحيد [بدل معلم معرب ومعلم مزدوج اللغة]، واستمر العمل به إلى ما قبل إحالتي على التقاعد بموسمين تكوينيين. أقول، والله شاهد على ذلك، بأنه بالجدية اللازمة والمثابرة الفعلية والمستمرة، ألزمت نفسي، ومن أجل تكوين مفيد، قدر المستطاع، وجندت إمكاناتي المتواضعة، وخصصت كل وقتي، حضورا وأداءً، إنجازا وتطبيقا، مع كل فوج من أفواج التكوين. ألفت مطبوعين يشتمل الأول منهما على المضامين المعرفية للبرنامج وزاريا، وضمنت الثاني التطبيق العملي للنظري السالف الذكر، في كل من مستويي التكوين الأول والثاني. وكلما تغير المقرر، عملت على تأليف جديد للمطبوعين، وفق المستجد من معطيات المنشود الإصلاحي للمنظومة التعليمية والتربوية..." (ص: 147).
 
شكرا للأستاذ مولاي إدريس، على مبادرة إطلاعي على مؤلفه، متمنيا له المزيد من العطاء، والعمل على النشر الواسع لأعماله.