يونس الزهير

بعد أن حصلت جهة درعة تافيلالت على وعد من رئيس الحكومة السابق، بتخصيصها بمروحية طبية وأن تشرع في العمل ابتداء من سنة 2018، أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية تخليه عن هذا الاختيار، وتوجهه نحو “دعم النقل الصحي عبر رفع أسطول سيارات الإسعاف”، و”خلق وتجهيز وحدات لمستعجلات القرب بالمراكز الصحية القروية البعيدة عن المؤسسات الاستشفائية”.

كلام الوزير الوصي على قطاع الصحة، جاء خلال جواب له على سؤال كتابي للنائب البرلماني عن الفريق الاشتراكي المهدي العالوي، تساءل فيه عن الإجراءات التي ستقوم بها الوزارة لتنزيل وعد رئيس الحكومة السابق وتخصيص الجهة بمروحية للنقل الطبي على غرار جهات أخرى بالمغرب.

وأبرز العالوي في سؤاله أن جهة درعة تافيلالت تتميز بالخصوصي الجغرافية الصعبة، خصوصا خاصة الحيز الجبلي الممتد من الأطلس المتوسط إلى الأطلس الصغير عبر الأطلس الكبير، وهو الحيز الذي “يضرب طوقا كبيرا وعزلة شديدة على الساكنة، يصعب معها بل ويعسر ولوج واستفادة المواطنين من مختلف الخدمات، وعلى رأسها الخدمات الصحية والطبية”.

وأشار البرلماني في سؤاله الكتابي إلى تعميق الظروف الطبيعية وأحوال الطقس لمعاناة الساكنة، خصوصا في مواسم التساقطات الثلجية التي تحاصر الساكنة وتمنع نقل المرضى والمصابين إلى المدن الأخرى، وذلك في ظل “هشاشة الخدمات الطبية بالجهة”، و”اختلال توزيع البنيات الصحة بالجهة”.

وبعد أن استعرض الوزير في جوابه بعض المقتضيات القانونية والتنظيمية التي تظهر مركزية عمل المستعجلات في المنظومة الصحية، قال “وبالنسبة لجهة درعة – تافيلالت؛ فقد استفادت من خدمات النقل الصحي الاستعجالي بالمروحية باستعمال كل من مروحية الجهة الشرقية ومروحية جهة مراكش أسفي بعد عملية التنظيم الطبي من طرف مراكز استقبال المكالمات في إطار المساعدة الطبية المستعجلة التابعة لمصالح المساعدة الطبية المستعجلة”.

وتابع “إلا أن الوزارة ارتأت إعادة النظر في هذه الخدمة على الصعيد الوطني مع دراسة جميع الإمكانيات والمبادرات الكفيلة بتحسين وتيسير ولوج المواطنين عامة والقاطنين بالمناطق الوعرة والصعبة خاصة للنقل الصحي الاستعجالي الجوي؛ وذلك في إطار اتفاقيات شراكة بين القطاع العام؛ الجهات؛ الجماعات الترابية والقطاع الخاص من أجل ترشيد وعقلنة استعمال الموارد المتاحة من طرف جميع المتدخلين والفاعلين في مجال المستعجلات والنقل الصحي”.

واعتبر آيت الطالب في الجواب الذي تتوفر جريدة “العمق” على نسخة منه، أن “وزارة الصحة والحماية الاجتماعية تقوم بمجهودات جبارة للرفع من جودة الخدمات الصحية بالمناطق النائية، من خلال الاستراتيجية القطاعية عبر تطوير مجموعة من البرامج لتقريب الخدمات الصحية من المواطنين”. وأعطى مثالين على “المجهودات الجبارة” التي تقوم بها الوزارة، بقوله “ونخص بالذكر: خلق وتجهيز وحدات لمستعجلات القرب بالمراكز الصحية القروية البعيدة عن المؤسسات الاستشفائية، ودعم النقل الصحي عبر رفع أسطول سيارات الإسعاف”.

وأبرز أن هذه “المجهودات”، توجت بـ”بلورة قرار مشترك بين وزيري الصحة والحماية الاجتماعية والداخلية حول النقل الصحي وقانون المستعجلات الطبية ما قبل الاستشفائية”.

المصدر: العمق المغربي