زايد جرو - الرشيدية / جديد أنفو
 
الصوطة أو الصويطة في لعبة " الكارطة " تحمل رقم (10) وهو العدد الكامل في الفكر الفلسفي، ويغيب رقمان في اللعبة هما (8 ) و (9 ) وغيابهما تبريره التوقف في العد عند الرقم (7) الذي يحمل قدسية في الديانات والمعتقدات : سبع سماوات وسبع بقرات ، سبعة رجال، سبعة أمواج .
 
ولا يجب وضع الرقمين 8 و 9 لتبقى القيمة حاضرة للرقم سبعة، وقد يكون السبب عدا أو قياسا رياضيا آخر أجهله كما يجهله العديد من الناس مثلي، والموضوع فرصة لتنوير القراء من كل الذين يملكون معارف تبرر غياب الرقمين 8 و9 من لعبة الكارطة.
 
وورقة الصوطة، خاصة تلك التي تحمل شارة الذهب قلّ من تطلع له في لعبة القمار، ومن تبشر بطلعتها سيظل في المعتقد رابحا مدة زمن اللعب، أما في " ضريب الكارطة" عند ' الشوافة ' فالصوطة طلعتها خطيرة إذا قاربت الفارس الكَبَال او "الكبار" رقم ( 11) أو الملك الرِّي رقم (12) ومن دلالة طلعتها أنها خطّافة الرجال والسالبة لأموالهم والزوجة الثانية للرجل والفتاة الجميلة، والحظ الجميل والكبير، والغنى الفاحش، والترف الدائم وتأويلات أخرى عند ' الشوافين ' وقراء الحظ والفناجين.
 
الصوطة والكبال والري أوراق هي صور لشخوص لها رموز وأيقونات في الهرم المجتمعي : الحُكم فيه للملك الري ويحميه الفارس الكبال بمعية الخدم والحشم والعبيد بدء من رقم 1 الذي هو اللاز (بالزاي أو االصاد ) حتى رقم ( 7) .
 
والصوطة رقم( 10) العدد الكامل حاضرة في اسفل الترتيب في الأسرة الملكية ( 12 الملك 11 الفارس الكبال 10 الصوطة )، ولا يمكن لها أن تجاور الملك إلا بحضور الفارس الكبال لخطورتها وقدرتها على التلاعب به وبالأسرة الملكية لضعف سلطته أمام الجاريات الحسناوات وعجزه عن مقاومة سلطة الجمال و بإمكانها تغيير نظام الحكم لصالح طبقة ما،واذا اجتمعت السوطة والكبال والري في توافق تام فهي السلطة الكاملة للحاكم واطمئنانه على عرشه شريطة ان يقدم ذاك السلطان تنازلات كبيرة لقضاء المصالح المشروعة وغير المشروعة لرفقائه حتى لا تتهاوى مملكته القائئمة على القوة والجمال وحب النساء الحسناوات  ، والذي تابع مسلسل 'حريم السلطان " قد يجد نفس التشكيلة الهرمية في الواقع : السلطان ملك الملوك يحميه ابراهيم باشا من الزوجة الثانية الجارية "هيام" ولما ضعف ابراهيم الفارس بدوره امام إحدى الجاريات استطاعت هيام الجارية والزوجة والملكة من تغيير وراثة الحكم لابنها عوض خلافة الابن الأول من الزوجة الأولى ...وفي ورقة الصوطة تأويلات وقراءات أخرى حسب حجم معرفة الدارس ومرجعياته المعرفية والتاريخية و درجة الإلمام والاهتمام.