محمد توفيق الناصري
 
يعتبر الصمغ العربي او "تيفيزا" بلغة سكان منطقة النيف من بين المنتجات الطبيعية التي يتم جنيها من شجرة الطلح المنتشرة في عدد من مناطق إقليم تنغير، وهو ثروة فلاحية توفر إمكانات تنموية كبيرة تتطلب الحفاظ عليها وتثمينها.

وتنتشر شجرة الطلح، بشكل كبير، في الجماعة الترابية حصيا (إقليم تنغير)، وفي منطقة الجنوب الشرقي المغربي، حيث تفرز الصمغ العربي الذي ينمو بسبب، على الخصوص، الجفاف والإجهاد المائي والجزيئات التي تحملها الرياح أو الحيوانات.
 
وتبذل في الجماعة الترابية حصيا، حيث يعتبر الصمغ العربي موردا طبيعيا أساسيا لسكانها المحليين، العديد من المجهودات من قبل الفاعلين الفلاحيين من أجل الترويج لهذا الإنتاج الزراعي الذي يعد مصدرا هاما للدخل بالنسبة لسكان العالم القروي، لاسيما النساء.
 
ومن بين هؤلاء الفاعلين أعضاء تعاونية “خطارات أعشيش” الناشطة على مستوى جماعتي حصيا وألنيف في مجال استغلال أشجار الطلح بصمغها العربي، وكذا في زراعة الكمون.
 
وأكد رئيس هذه التعاونية، السيد محمد قبوري، أن الصمغ العربي بمثابة “ذهب” الجماعة الترابية حصيا، مضيفا أن هذا المنتوج الطبيعي يوفر إمكانات قوية للتنمية المستدامة التي تتطلب التثمين والاهتمام المستمر.
 
وأبرز السيد قبوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التعاونية تعمل على الترويج الواسع للصمغ العربي، الذي يوفر فوائد صحية متعددة، خاصة أن هذا المنتوج الفلاحي مكن هذه التعاونية من إدماج النساء القرويات في هذا النشاط الاجتماعي والاقتصادي.
 
وأوضح أن الصمغ العربي المستخلص من شجرة الطلح يساعد، على الخصوص، في التحكم في نسبة السكر في الدم وعلاج بعض مشاكل الجهاز الهضمي، وذلك لتوفره على نسبة مرتفعة من الألياف الطبيعية وكذا عناصره القابلة للهضم بشكل سريع، بالإضافة إلى تحسين وظائف الكلى وتقليل حالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
 
وأشار إلى أنه يمكن تناول هذا المنتوج، الذي تجري عملية حصاده خلال شهري يونيو ويوليوز من كل سنة، عن طريق إضافة الماء أو سوائل ومواد أخرى، لا سيما الشاي المغربي، مثلما هو الحال في الأقاليم الجنوبية للمغرب.
 
وذكر السيد قبوري أن تعاونية “خطارات أعشيش” تسعى إلى تصنيف الصمغ العربي على أنه منتج محلي مغربي بصفات محددة، موضحا أن هذه المقاربة تهدف إلى تثمين هذا المنتوج الفلاحي وحمايته وتسويقه على أوسع نطاق، مما سيساهم في تطويره وتحسين دخل الفلاحين في العالم القروي.
 
ودعا الفاعلين المعنيين والقطاع الخاص إلى دعم المبادرات الرامية إلى الحفاظ على شجرة الطلح وتنميتها، على غرار المجهودات المبذولة في العديد من المناطق لتطوير نخيل التمر وشجر الأركان.
 
ويمكن الصمغ المغربي، الذي يشتهر بالجماعة الترابية حصيا بإقليم تنغير، تعاونية “خطارات أعشيش” من تكريس قيم التضامن ومساعدة الفلاحين الصغار، والاضطلاع بدور هام في تنمية المنطقة وتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي للنساء في العالم القروي.
 
وهذه فوائد الصلع العربي على لسان الدكتور محمد فائد

المصدر: و.م.ع / بالتصرف