حنان الشاد ـ مكناس/ جديد أنفو

العنف القائم على النوع الاجتماعي، الظاهرة التي لازالت تمثل "طابو" بالمجتمع المغربي وتحديات كبيرة تواجه آليات الترافع بهذا الخصوص، وتوجهات مستقبلية نحو تجويد التغطية الاعلامية لقضايا العنف القائم على النوع، الأمر الذي دفع بمجموعة من المكونات المدنية والإعلامية إلى تكثيف الجهود لفتح سلسلة من النقاشات البناءة والمتواصلة، تمثلت في منظمة "مرا"، شبكات التغيير، بشراكة مع جمعية أمل للمرأة والتنمية بالحاجب في إطار مشروع  حول موضوع" التحقيق المسؤول عن العنف القائم على النوع الاجتماعي في المغرب، التحديات الحالية والتوجهات المستقبلية"...

سلسلة النقاشات  التشاركية التي ضمت مجموعة من الصحفيين والصحفيات  على المستويات المحلية، إضافة إلى مدافعات عن حقوق النساء من الأطلس المتوسط وشرق المغرب وشمال غرب المغرب  ومراكش/تانسيفت الحوز، شملت ثلاث مراحل استباقية بشهر يونيو الجاري بالتواريخ: 9، 16 و 23، تم خلالها توحيد النقاش وتقديم مقترحات حول التحديات المِؤسساتية التي يواجهها الصحفيون أثناء تغطيتهم للعنف ضد النساء، الصور النمطية في التغطية الاعلامية الحالية حول العنف ضد النساء، والعلاقات الرئيسية للصحفين والصحفيات عند التغطية الاعلامية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، الضحايا من النساء، الفاعلين العموميين وكافة المعنيين..

ومن الواضح جدا أن التحديات التي تواجه الصحفي اثناء مهمة تغطيته لقضايا العنف ضد النساء لا تعد ولا تحصى حسب استطلاعات الرأي بمايو 2021، تحول دون تغطية جيدة وفعالة ترقى إلى تطلعات المجتمع المدني المهتم بمثل هذه القضايا بشكل يجعل من وسائل الاعلام بأنواعها، خاصة منها الالكترونية التي  تروج لهذه القضايا بشكل نمطي يرتكز على تقديم الظاهرة ومعالجتها من زاوية واحدة، ألا وهي زاوية القصة والفرجة فقط، دون التوفر على آليات معالجة فعالة لظاهرة العنف ضد النساء باعتبارها ظاهرة مجـتمعية تتداخل فيها مختلف المكونات والمنظومات التي من واجبها أن تتدخل بشكل متوازي لضمان المتابعة والمواكبة الفعالة لما بعد العنف، بشكل يساهم في علاج المشكل من أساسه وضمان الحد منه..

وقد أجمع المشاركون بسلسلة هاته النقاشات، على ضرورة تجنب الكيفية التي يتعاطى بها الاعلام لقضايا العنف ضد المرأة، وللمرأة بشكل خاص، هذه الأخيرة التي تحتل مرتبة الأم والأخت والزوجة بالمجتمع ، ومن واجبنا كإعلاميين تقدير مكانتها وحفظ ماء وجهها  أثناء التحقيق أو التغطية ، وتسويق صورتها خلال نشر قضايا العنف ضدها بشكل موضوعي وإنساني بناء، يركز على أصل المشكل لا على الأهداف الربحية..

وبآخر محور للنقاشات، رفعت اقتراحات وتوصيات تصب جميعها في إطار ما سبق، وأيضا في إطار العلاقات الرئيسية بين الصحفيين والصحفيات، والجهات التي تمثل كافة المعنيين..ركزت بالأساس على تيسير الظروف للصحفي أثناء قيامه بمهامه في التغطية لمثل هذه القضايا، وتحديدا تمكينه من الآليات الفعالة لتجويد عمله  خاصة في علاقته المباشرة مع الضحية أو محيط الضحية، بما فيها تعزيز خبرته وكفاءاته بتكوينات موازية في مجال علم الاجتماع وعلم النفس والتدرب على  التعاطي بكيفية صحيحة مع قضايا العنف القائم على النوع..

وتجدر الإشارة إلى أن هذه السلسلة من المشروع، ماهي إلا أرضية أولية لسلسلة قادمة من التكوينات والورشات التي سيستفيد منها مجموعة من الصحفيين والصحفيات إلى جانب المجتمع المدني من أجل تحقيق أهداف المشروع والتي ترمي بالأساس إلى ضمان تغطية إعلامية أفضل للعنف القائم على النوع..