م. حجاجي - جديد أنفو / متابعة

حين يشدو عبد الله هامي، في تظاهرة فنية أو عرس رشيدي، بمقطوعات فن البلدي أو الراي، يسعد محبوه الشباب، على الخصوص، ويتجاوبون معه، خاصة عند مقطع "الماية"، في لحظة فرح وابتهاج تخفف عنهم بعض متاعب الحياة وأعبائِها.
 
هو الفنان الآتي من وسط متواضع بقصر أولاد الحاج بالرشيدية، حيت نشأ وترعرع مولعا بالموسيقى والغناء، محتكا بمطربي البلدي والملحون بمنطقة مدغرة ومدينة الرشيدية (أمثال الفنان محمد باعوت والفنان مولود الكاوي وعيشة الزكود وسواهم)، ومجربا حظه في العزف على العديد من الآلات الموسيقية، ومزاوجا بين الشغف بالفن والاجتهاد في الدراسة، طيلة فترة الابتدائي والثانوي والجامعي. حيث أنشأ فرقة موسيقية مكونة كلها تقريبا من التلاميذ بالرشيدية، ثم من شباب الجامعة بمكناس. وقد أحيا العديد من السهرات وسجل بعض الأسطوانات والفيديوهات التي لقيت رواجا مهما.
 
بعد التخرج في الجامعة والعمل لبعض الوقت بالوظيفة، فضل التفرغ للفن والغناء وإنشاء استوديو (بالرشيدية أولا، ثم بمكناس فيما بعد) لتسجيل أغنياته وأغنيات فنانين شعبيين آخرين من الرشيدية ومن الأطلس (المعروف عنه أنه سجل أغنية "إناس، إناس" لأيقونة الغناء الأمازيغي الراحل محمد رويشة)، مشجعا الشباب منهم ومسجلا قطعهم.
 
اشتهر هامي بإدخال الآلات الموسيقية الإلكترونية الحديثة على فن البلدي، مع الحرص على الحفاظ على روحه وأساسيات تراثه، مازجا أحيانا بينه وبين فن الراي.
 
لعبد الله هامي مجموعة من التسجيلات الفنية، بعضها معروض على اليوتوب، نذكر منها قطع: "طال عذابي"، "بلا سبة بلا سباب"، "الحرامية"، "هدا وعد الله أمولاي"، "غدارة"، "المرض الملعون"...
 
لا يمكن التأريخ لفن البلدي بمنطقة تافيلالت دون العروج على إسهامه البيّن فيه، مع اعتبار جهوده في استخدام الآلات العصرية، لاطلاعه على تجارب مجددين مغاربة، أمثال الإخوان ميكري، وعلى الموسيقى الغربية عموما، مع تشبعه بتراث البلدي بالمنطقة من خلال رموزه: باعوت والكاوي وبلمصباح وغيرهم.
 
هامي في مقطع موسيقي بلدي

 هامي في ديو مع نعيمة درويش .. عينيك اللي كواوني ما حنو فيا