زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو

الكثير من رجال التربية والتكوين يحالون على العمر الذهبي  في كل المؤسسات التعليمية ويتركون الاثر في محيطهم المدرسي وبين  الانشطة الصفية ،حيث اعتاد المتعلمون رؤيتهم والتواصل معهم حتى الفوهم  فتركوا الاثر بانتهاء مهامهم ، الرحيل  يبدو عاديا وطبيعيا عند الكثير من العدميين بناء على  أنهم قدموا خدمات  بأجر وانتهت مدة صلاحيتهم  وطلعت ' كتابة سيناريوهاتهم وعادوا  ارقاما وسيعوضون بأرقام جديدة  وتستمر الحياة ...لكنْ الايجابيون  يعتبرون ان من رحل يصعب تعويضه ويترك فراغا كبيرا في محيطه .. ومهما كانت الاحوال والظروف فلا ينبغي أن ننسى خدمات الآخرين للآخرين ولوكانت من حيوانات عجماء .

قد يصعب نسيان الود  ومحيط العمل، والشخص يجب ان يكون  في حياته العملية طيعا لا معاندا ،وودودا لا حقودا  خاصة في سلك الادارة لأن الادارة محتاجة لأشخاص طيعين  يسهلون مأمورية العمل التربوي بالانفتاح على الداخل والمحيط بالحوار وحسن الانصات والتواصل الدائم .

من النماذج التربوية التي ستترك الاثر لا محالة في محيطها التربوي والاجتماعي والتي ستغادر مقر عملها بدون رجعة لإحالتها على العمر الذهبي نذكر الاستاذ  'وردو محمد ' الحارس العام  بالثانوية التأهيلية الواحة بالرشيدية والذي لن يتكرر بالأكيد مرتين حيث ترك بصمته في المؤسسة  بأعماله وسلوكياته وعلاقاته التربوية مع المتعلمين ومحيطه  اداء للواجب وبالتطوع والتضحية والمسؤولية ،وعمله ومكتبه المميز لحسن دليل على الجمع بين  الحمولة التربوية والحمولة الثقافية المبنية عل الرؤية البصرية   والرؤيا  البصيرية .

محمد وردو من  مواليد 1959 بكولميمة مجاز في الشريعة  ،حاصل على شهادة الاهلية التربوية للتعليم الثانوي بالمدرسة العليا للأساتذة  بفاس ، اشتغل مدرسا لسنوات بورزازات  ،وحارسا عاما للخارجية بتنجداد ،وثانوية ابن طاهر بالرشيدية لينتهي مساره التربوي والاداري هذه السنة بمؤسسة الواحة التأهيلية .

اللقاء معه كان حميميا مازال قلبه ينبض بحس المسؤولية حيث يستحضر تفاصيل سيرته ومشاركاته الفنية والتربوية ولمساته الجمالية في العديد من المدن المغربية ،نال بها  شواهد تقديرية ظلت شاهدة على عمل موشوم بالجدة وقد كرم نفسه بسيرته وبعمله ويكفيه شرفا وعزا انه خلد نفسه بعرق جبينه وبرؤيته الفنية  للجمال وزوايا النظر للأشياء  وقد كلفه الامر تعبا ووقتا وانفاقا و لايهم  ذاك الامر مادام  حاملا لرسالة يشهد له بها الجميع  طوال مساره المهني.

الزائرون لمكتبه سيندهشون وسيحسون ان هناك تعبا ومجهودا اضافيا للعمل اليومي الدؤوب وقد يقضي زمنا طويلا بالمؤسسة للجمع بين الواجب والمسؤولية و تنظيم مكتبه حتى يكون في مستوى الرونق والجمال .

 في اخر اللقاء معه وجه رسالة للجميع فيها تسامح كبير وهي سنة الحياة يمشي الأواخر على هام الأوائل، فينشغل الجميع بتقلبات الزمن، ويظل النصيب من الحياة كالنصيب من الخيال في المنام ... فقليل من الأيام لنا والكثير منها  علينا  وقد علمت الحياة  جميع الناس في مثل هذه المناسبات ألا يقولوا كل ما يعرفون عن الأشخاص، بل علمتهم  أنه يجب أن يعرفوا ما يقولون، في حق من يستحق الحق انتصارا  للكلمات ولمعاني الصدق والوفاء .

عجِزت الحروف المهزومة  عن البوح، ولم تستجب  لا الفصاحة ولا اللسان لجمع الكلمات التي تليق بمقام  الرجل لنثرها محبة واخلاصا ، وطلب من  الجميع   العفو والصفح، فبُح الصوت   وانكسرت الاعين ،  وكانت فترة حميمية حقيقة في اللقاء ..

المزيد عنه يتطلب زيارة لمكتبه قبل ان يغادره في القريب  العاجل وبعض التفاصيل نقلناها لكم عبر الربورطاج التالي: