جمال الدين بن العربي

تعد منطقة تازناخت (إقليم ورزازات) مكانا حاضنا لإنتاج الزربية المحلية التي لها إشعاع وطني ودولي، بفضل جودتها والإبداع الذي تتسم به من حيث طريقة صناعتها وألوانها الباهرة.

وقد عملت الوزارة الوصية على قطاع الصناعة التقليدية على تهييئ موطن لتثمين هذه الصناعة التقليدية العريقة في منطقة تازناخت التي تنتج، على الخصوص، الزربية الواوزكيتية التي تشتهر بعدة خصائص تميزها على الأنواع الأخرى.

وتم تشييد مجمع الصناعة التقليدية تازناخت من أجل تشجيع إنتاج العديد من الصناعات التقليدية، لاسيما أنواع الزربية التي تزخر بها منطقة تازناخت بإقليم ورزازات.

ويأتي ذلك لكون ورززات تضم العديد من الأنشطة الخاصة بالصناعة التقليدية، على رأسها الزربية القروية، ويوجد بالمنطقة أكثر من 28 ألف صانعة وصانع تقليدي، أغلبهم ينتمون لأكثر من 87 تعاونية، خاصة في مجال الزربية القروية المعروفة على المستويات الدولية والوطنية.

وتندرج هذه البنية التحتية في إطار إحداث مواقع للإنتاج والعرض والتسويق، بغية استفادة مجموعة من التعاونيات في المنطقة من المساعدة المقدمة لتشجيع سلسلة القيم الخاصة بالزربية القروية.

وقال السيد موحى بلاد، المدير الإقليمي للصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي بورزازات، إن إحداث هذا المجمع يندرج في سياق المجهودات الكبيرة التي تقوم بها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي لتشجيع الصناعة التقليدية في المنطقة.

وأشار السيد بلاد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى مجموعة من البرامج التي تأتي في إطار المخطط الجهوي للصناعة التقليدية، مبرزا أن المجمع يأتي تنفيذا لاستراتيجية تجهيز وتسويق ودعم المواد الأولية التقليدية.

وأكد أنه تم مؤخرا توزيع أطنان من الصوف الجيد على جميع التعاونيات، مذكرا بأن هذه المعلمة الكبيرة المتواجدة في منطقة تازناخت تتكون، على الخصوص، من مجموعة من المرافق وأماكن لعرض منتجات الزربية المحلية، وكذا محلات للبيع وقاعات للتكوين ومكاتب إدارية.

واعتبر أن هذا المجمع سيعطي زخما مهما لصناعة الزربية والترويج لها عبر استفادة جميع الصانعات في الجماعات الترابية التابعة لتازناخت من مرافقه والأنشطة التي يمكن أن يحتضها هذا المجمع عبر التعاونيات.

من جهتها، شددت السيدة صفية أمينتراس، العضو بغرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت، في تصريح مماثل، على أنه تبذل مجهودات عدة من أجل رد الاعتبار للجودة التي تتسم بها الزربية المصنوعة في تازناخت، لاسيما الزربية الواوزكيتية.

وأضافت أن سمة الجودة تبرز من خلال المواد المتوفرة والمختارة بعناية فائقة لتقديم منتوج يقبل عليه الجميع، لاسيما صوف جبال سيروا الذي يعد من أجود الأنواع على المستوى العالمي، ويحتل المرتبة الأولى وطنيا.

وأبرزت السيدة أمينتراس، وهي رئيسة تعاونية إزناكن النسوية للزربية الأصيلة المهتمة بالإنتاج التقليدي الذي تبصم عليه نساء العالم القروي، حيث تساعدهن على تسويق منتوجاتهن الأصيلة، أن الزربية المصنوعة في تازناخت تتميز أيضا باعتماد الصباغة الطبيعية التي تصنع من الأعشاب المحلية، مع تبني مجموعة من الأشكال التي تزينها.

ومن أجل إعطاء زخم هام لهذا النوع من الزربية، أعلنت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، مؤخرا، عن إطلاق عملية نموذجية بالسوق التضامني بالدار البيضاء من أجل الترويج لزربية منطقة تازناخت (نواحي ورزازات).

وأوضحت مؤسسة “دار الصانع” التابعة للوزارة أن هذه العملية (معرض-بيع)، المنظمة تحت شعار “تازناخت، زربية … تاريخ” والتي تتواصل إلى غاية متم شهر رمضان المبارك، تهدف بشكل خاص إلى إبراز إنتاج التعاونيات النسائية في مجال الصناعة التقليدية بورزازات ، وتحسين دخلهن.

المصدر: و.م.ع