محمد توفيق الناصري
 
يعد الحايك المدغري، إحالة على شرفاء مدغرة المنحدرين من إقليم الرشيدية، زيا تقليديا طافحا بالرمزية متميزا بألوانه وطرائق نسجه.
 
ويعكس الحايك المدغري إرثا عريقا يوجب التثمين، لكونه يجمل الخصوصيات الجهوية والأهمية التي يوليها المغاربة، خصوصا النساء، لبهي طلعتهن ولحسن مظهرهن.
 
ويعيش هذا الزي التقليدي الذي تدثرت به النسوة بجماعة شرفاء مدغرة خريف عمره. بعدما كان لباسا يوميا، فلم يعد يلتحف به إلا إبان المناسبات.
 
وعلى غرار القفطان الذي أبد بقاءه وبلغ العالمية، يتلمس الحايك المدغري سبيله لتجاوز بعده المحلي الضيق إلى سعة البعد الوطني، ولم لا العالمي.
 
مرام تثمين هذا الزي التقليدي بإقليم الرشيدية تتغياه باقتدار تعاونية الحايك المدغري التي توخت بعث هذا الزي، من خلال الارتكاز على ابتكارات تزاوج بين مدارك الصانع المغربي وصيحات الموضة الراهنة.
 
وأبدت رئيسة تعاونية الحايك المدغري، سناء القندوسي، طموح كل أعضاء هيئتها التي تأسست سنة 1990 لتنمية منتج صناعتها التقليدية الهام، الحايك، حتى يتم تسويقه خارج جماعتهن ودوليا.
 
وأوضحت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن النساء الصانعات التقليديات المنتميات للتعاونية واعيات بأهمية بعث الحايك المدغري وتثمينه حتى يستميل زبونات جديدات من المغرب وخارجه.
 
وأضافت أنها أسست التعاونية إلى جانب 25 مرأة وبلغ تعداد أعضائها اليوم 350، كما تبحث دوما عن نسج شراكات من شأنها الإسهام في ترجمة أهدافها، لاسيما عبر التكوين.
 
وفي هذا الصدد استشهدت بالتكوين المؤهل في مهن الدرازة والتصميم والابتكار، وذلك بمبادرة من الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والذي يستفيد منه زهاء 25 شابة ينحدرن من إقليم الرشيدية، تتراوح أعمارهن ما بين 18 و35 سنة؛ ومسجلات بالوكالة وبالتجمعات ذات المنفعة الاقتصادية “سند الخير”.
 
وأشارت إلى أن التكوين الذي يمتد لثلاثة أشهر (مارس وأبريل وماي)، يأتي في سياق الأنشطة المسطرة من قبل برنامج دعم المبادرات الشابة الذي أرسته الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، بشراكة مع جمعية حفز التربية والتكوين بالخارج (والوني-بروكسيل) و”سند الخير”.
 
ويتوخى التكوين إضافة إلى حفز قابلية شابات الرشيدية على التشغيل، تحقيق هدفين أولهما تلقين المستفيدات ملكات الدرازة عن طريق الآلة، وسبل صيانتها وإصلاحها، وثانيهما تكوينهن في التصميم والابتكار في مجال الدرازة التقليدية.
 
وذكرت السيدة القندوسي أن تسويق المنتوج يعد أحد الإكراهات الرئيسية التي تواجهها التعاونية وتعمل على تجاوزها، خصوصا وأنها تصوغ باقتدار الزربية كذلك.
 
وخلصت إلى أن التعاونية التي تعمل جاهدة على تحقيق الاستقلال المالي لعضواتها، استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي جهزت المركز الذي يحتضن التكوين بمواد النسج، والذي سيثمر لا محالة عوائد إيجابية على الإنتاج والمردودية.
 
وتتفرد كل جهة من جهات المغرب بمميزات تعكس زيها وهندامها التقليديين اللذين يتسربلان به. ويعد الحايك المدغري من الأزياء التي توورثت جيلا عن جيل على صعيد جماعة شرفاء مدغرة والذي يعكس خصوصيتهم على المستوى السوسيوثقافي.
 
ولا يمكن إلا التنويه عاليا بجهود تعاونية الحايك المدغري المقدرة لصون وتثمين هذا التراث التليد.

المصدر: و.م.ع