حسن كجوط - ورزازات

عرفت الأغنية الأمازيغية بالجنوب الشرقي المغربي خلال السنوات الأخيرة تطورا ملحوظا ومتسارعا ساير التطورات السوسيو-تاريخية، وذلك بعد ظهور مجموعات غنائية و وجوه فنية شابة تهتم بالشعر و الغناء و الموسيقى الأمازيغية الأصيلة باعتماد الات موسيقية حديثة، ومقاييس ومعايير موسيقية جديدة، الأمر الذي أعاد لها الطريق نحو العالمية.

وجوه فنية تنتمي الى الجيل الجديد، منهم من تشبث بالقوالب و الايقاعات و الأجناس الغنائية القديمة ،ومنهم من توجه نحو التحديث و التجديد، وصنف ثالث مال الى المزج بين الإيقاعات التقليدية والحديثة والمزج بين إيقاعات محلية و عالمية.

صوت غنائي جديد انضاف الى الساحة الفنية الامازيغية، انبثق من ضفاف نهر واد درا، فنان شاب حاول من خلال أغانيه أن يمزج بين الإيقاعات الموسيقية التقليدية والمعاصرة، كما انفتح على تجارب فنية أخرى، حيث نهل من مختلف الايقاعات الأمازيغية  المتنوعة، واحتفظ بالايقاعات المحلية، إنه الفنان لحسن أبوري الملقب ب "إتري ن تزاكورت"، أي نجم زاكورة، ابن دوار تيكيت فزواطة ضواحي زاكورة، ولد سنة 1986 ب بنيعلي جماعة تامكروت، مولوع بالغناء منذ نعومة أظافره، واكتشف موهبته الغنائية أيام الدراسة الابتدائية و الثانوية بمسقط رأسه.

بعد تجارب غنائية في المدرسة و الأعراس، فكر الفنان لحسن أبوري لتسجيل أعماله الفنية و دخوله عالم السوق الغنائي، حيث سجل أول ألبوم غنائي سنة 2017 عنونه ب "أوا يازين أوا" بمعنى أيها الجميل، والثاني بعنوان  "تاغوفي" أي الشوق، وهو ألبوم غنائي عرف نجاحا كبيرا، والثالث اخطار له عنوان : "تيدوكلا" أي الصداقة،  وغيرها من العناوين..
رصيده الغنائي وصل الى أكثر من 8 ألبومات، معظم أغانيه تتحدث عن تيمات مختلفة و متنوعة، تتوزع بين الحب و الهجرة والحياة
.. ويسمى النوع الغنائي الذي يغنيه الفنان لحسن ب "أحلاكسا" وهو نوع شعري يغنيه الرجال و النساء في رقصة أحيدوس قبائل أيت عطا.

الفنان تنهل أغانيه من التراث القديم لقبائل أيت عطا، وخاصة أشعار وقصائد أحيدوس نوع "أمحراي" أو "أحلاكسا" وهو النوع الشعري الذي ينسج غالبا في الاعراس و في بعض المناسبات، إلا أنه قام بإدخال تعديلات وتحسينات لقصائد "أحلاكسا"، في اللحن و الموسيقى مع الحفاظ على لب القصائد في الاقاع و الاداء، وعرضها بطريقته الخاصة تطرب آذان الجمهور.  

استطاع الفنان لحسن أن يعتلي صهوة الفن، و يضمن لنفسه موطئ قدم بصوته الشجي في عالم الغناء، ليساهم في إحياء الموروث الغنائي التقليدي الأصيل وتجديده حتى لا يظل في غياهب النسيان، خاصة هذا النوع الغنائي الذي يلقى بشكل ارتجالي وهو معرض للضياع بسبب عدم تدوينه، كما سيساهم الفنان في إغناء ربيرتوار الأغنية الأمازيغية بأعمال فنية رائعة ستظل في ذاكرة المجال الفني الأمازيغي.