زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

تداول رواد مواقع  التواصل الاجتماعي  وتطبيقات الوات ساب في الأيام القليلة الماضية  صورة قرد  بالخلاء مصحوبة بتدوينة توضح كيف حط القرد الرحال بارض  مرزوكة المشهورة عالميا بالسياحة، وعلل البعض قدومه  بأن شاحنة تحمل خضرا وفواكه انطلقت من  مكناس مرورا بمدينة أزرو  في اتجاه الرشيدية، ولحظة مرورها بغابة أزرو تسلق ' زعطوط '  الشاحنة لأكل الفواكه ... واضافت التدوينة أن القرد  وصل  مرزوكة  صحبة الشحن  بالصدفة.

الخبر تناقله الكثير مصحوبا بصورة 'القرد' المسكين  وفصل فيه المبدعون  تفصيلا عجيبا وروجوه  على نطاق واسع فصدق الكثير الخبر استنادا لحجج بدت للجميع منطقية من حيث سرد الخبر وحكايته، فالشاحنات تمر عبر غابة ازرو محملة بالخضر وغير الخضر، وقلة زاد القردة بالغابة في زمن الجائحة يلزم عليك  تصديق الخبر من حيث السند والحكي ، لكن  تصديق أي خبر لا يرتبط فقط بالسند بل بمدى مطابقة المتن للواقع وهنا تبدو فبركة  الخبر وزيفه .

 زيف الخبر تؤكده معطيات منها ان هذه الفصيلة من القردة لا توجد  اصلا بازرو  او بالمغرب  وان الفواكه والخضر  تشحن من اكادير وان التفريغ النهائي لحمولة الشاحنة لا تحصل بمرزوكة وأن الارض التي حط القرد فيها الرحال ليست بارض ولا برمال مرزوكة .

وبالبحث عن مصدر الصورة اكدت التدوينات ان صورة القرد سبق وان تم نشرها في بلدان عربية اخرى  في صفحات ليبية ومصرية منذ أسبوعين، ونشرت الخبر  بنفس الطريقة   لكن  غياب أي تفصيل موضح لخبر ' قرد مرزوكة '  احتار كل ملتقط للصورة بين  صدق الحقيقة وزيف الاشاعة  .

الخبر لا يعدو ان يكون جزءا من الاخبار الشائعة التي تداولها الناس بجهة درعة تافيلالت سابقا كأسد الزريكات الذي رباه  'بزناس '  وضبع تازارين الذي أكل رجلا في الصحراء  فنفس الاخبار تقريبا من حيث السرد  والغرابة  في امكنة  متباعدة  توحدها  جهة درعة تافيلالت في الانتماء ، مما يطرح اسئلة عميقة ومحرجة حول مكانة وقيمة الاشاعة في المجتمع  دون مراعاة  وقع الخبر  على المنطقة التي تعيش احلك الفترات في زمن موت السياحة بسبب كورونا والاستخفاف الذي لحق الآهالي بموطن الاشاعة  التي تعد من أخطر أساليب  الحرب النفسية على الساكنة، التي تثير البلبلة  فاليوم  ' قرد مرزوكة  ' والبارحة أسد "زريكات "و"ضبع" تازارين  وغدا   ربما  فيل   بمزكيدة  وقس على ذلك ما تشتهيه الأنفس من الإسقاطات الوهمية الكاذبة.

المصدق  للخبر يبدو  ساذجا يسير بعقلية القطيع ويترقب ويتوقع الأسوأ بتوتر نفسي  يتزايد يوما بعد يوم وتتولد هذه الاخبار "الإشاعة " غالبا بشيوع أنماط  من التفكير الخرافي الغيبي القائم على قبول  الأفكار الجزئيه اوالكلية دون التحقق من صدقها أو كذبها بأدلة تجريبية او عقلية منطقية.

وقد تتعدد دوافع وأهداف إشاعة الخبر بشكل عام منها  تنامي  ضغوطات  نفسية سلبية كالحرمان لتعويض مركب  نقص مادى او اجتماعى او تعليمي او ثقافى لدى صناع التفاهات، بعيدا كل البعد عن أهداف الإشاعات الهجومية او الاتهاميه التي تطلقها قوة سياسيه معينة ضد قوة سياسيه أخرى، وبعيدا أيضا عن الاشاعات الانصرافية التي تطلقها الحكومات بهدف صرف أنظار الناس عن قرارات و أحداث معينة، تفترض أنها قد تلقى معارضة منهم .