زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو
الموت والحِمام المفاجئ للصحافي' الغماري' الذي عود المغاربة كل يوم بطلعته البهية بجديد فيروس كوفيد وبنصائحه المحرقة،عمقت جنازته اليوم التفكير في العلاقات الاجتماعية والروابط الحميمية التي تربط بين المواطنين وبين الاعلاميين المتمرسين الذين يعيشون مع الحدث ويتقمصون الشخصية الفاعلة والعاملة في الوقائع والتعبير عن ذاك الحدث بعفوية وبلغة عامة الناس.
حب المغاربة ل 'صلاح الدين الغماري ' نابع من حبه وعشق لوطنه بجد، فلم يكن متصنعا في خطابه التحذيري بخطورة المرض ،ولم يثنِ نفسه من المَركَب الجماعي الذي يتمنى له الجميع النجاة ،بل كان خطابه نابعا من مادة اصيلة هي الصدق والصلاح وعشقه لوطنه آملا في يوم جديد يكون عيدا لكل المغاربة ،الامهات والاباء يرون فيه ' الابن البار' الذي يخاف على أبائه واخوانه واخواته من الاصابة بالعدوى، ينصحهم ويوجههم لأخذ الحيطة والحذر، صنع بخطابه كرسي الإعلام في زمن كورونا ،ولم يصنعه الكرسي كما هو الشأن للعديد من المسؤولين وصناع الفرجة في الخطابات الاعلامية والسياسة وغير السياسة ،والذين يُقبَر ذكرُهم وتنتهي مسرحيات التملق لهم بانتهاء زمن الكرسي حيث دخلوا قلوب الناس مؤقتا وبدون شك طعم اجسادهم في حفرهم المهجورة مستقبلا ستؤرق وتؤلم معدة وأمعاء ديدان القبور بالمرارة والملوحة.
رحيل 'الغماري ' المفاجئ خلف جرحا راعفا لن يعرف الضّمّاد الطريق اليه ولن ينسى المغاربة بالقطع اسمه بين زحمة الاسماء ولم يصدقوا بعد عصرة الموت ، فودعوه بعضة الم جريحة وبجفون دامعة وبعيون باكية ،وسيسبحون له بالليل والنهار بالدعاء ،وقد أغمض عينيه على نور الدنيا المؤقت لرؤية النور الذي لن ينتهي في الاخرة ،وقد حزن لموته الجميع لأنه كان عاشقا محبا لوطنه بعمله وفضل فضائله فملك قلوب الناس حتى في مماته ، بخلاف من كان ذو خطيئة وذو عشق كبير لنفسه ومنصبه سيرحل حاملا اسمه معه وسينصرف كالغبار المر بين مشيعين منافقين ولن يفرح ويسعد لموته غير حفاري القبور .
رحمة الله الواسعة على روحك الطاهرة أيها الشهم وستبقى خالدا أيها الابي بين كل المغاربة الى الأبد.