زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

كثر التهافت في الحاضر على تعليم الصغار كيفية التعامل مع الحاسوب وكيفية الولوج للمعلومات عبر الانترنيت ،وكيفية التواصل على المواقع  الاجتماعية دون الانتباه للخطورة الا بعد فوات الاوان ،حيث يصبح الادمان  هو الموجه لذلك الطفل فتخلق متاعب لا تعد ولا تحصى للآباء والمجتمع وللأطفال في مثل سنه.

قد يقول الكثير ان الحداثة تفرض نوعا من الثقافة لمسايرة التحولات العالمية، ومن خرج عن مظاهر الحداثة فهو خارج التاريخ ،لكن الكثير ايضا اختار ان يعلم ابناءه فنا تقليديا كان له الاثر الكثير والكبير على القيم الاجتماعية، ورأى بان هذا النوع من الفن يحمي الطفل ويحمي  اسرته ومجتمعه بل ينقل القيم لمن يحيط به دون خطورة .

الاختيار الذي رآه 'سعادة  'احد هواة قراءة الشعر وهواة الاستماع اليه هو ان  يهذب ذوق ابنه بالشعر بناء على مرجعية فنية ثقافية  أدبية تراثية  نهل منها وتشيع بها ،وبناء على مرجعيات دينية ونقدية كما ورد على لسان صاحب العقد الفريد عن عائشة رضي الله عنها في قولها ' علموا اولادكم الشعر تعذب ألسنتهم'

ومما يقوي سبب اختيار الابن  'غسان  سعادة ' إنشاد الشعر وحفظه ما ورد عن ابي بكر رضي الله عنه بالقول ' علموا اولادكم الشعر فإنه يعلمهم مكارم الاخلاق ويحض على معالي الرتب ' وما قاله  ايضت معاوية ' علموا اولادكم الشعر فاني ادركت الخلافة ونلت الرئاسة بأبيات ابن الاطنابة '

وظيفية الشعر التي يطمح اليها الاب ' سعادة '  في تهذيب ذوق ابنه 'غسان '  هي وظيفة التعليم والتهذيب  والمتعة والاطراب ،لانه رأى في الشعر اداة نافعة خدمة للمجتمع وتربية الاجيال الاحتفال بالجزل والغريب من اللغة وبأخبار العرب وأيامهم  كما يرى الأخفش والعناية بأفانين اللغة والتطريب كما يرى الجاحظ.

الأدب والشعر في مجتمعنا تغير حالهما وتغيرت النظرة اليهما وما وصل اليه المجتمع من انحلال ما هو الا بسبب الفجوة الكبيرة بين النحن وتراثنا التليد الذي انجب عباقرة في اللغة والادب  والفن وتحية عالية لكل اب او ام مازالت تلقن ابناءها قيم الماضي التليد لتستمر قيمنا الاصلية.

ولنستمع للطفل" غسان " في انشاده لقصيدة الشاعر الكبير محمود درويش ' لا شيء يعجبني '   الطفل الذي ينحدر من مدينة ميسور بإقليم بولمان وقادته ظروف عمل ابيه  الى مدينة الرشيدية .هو من مواليد 2007 مولع بالفن التشكيلي والالقاء الشعري ،شارك في عدة معارض تشكيلية وله  قراءات شعرية  عديدة في ملتقيات مختلفة.