محسن الأكرمين - جديد أنفو / متابعة (كاريكاتير : عبد الغني الدهدوه ) 

لن نركع استسلاما للحاكم المستبد (كوفييد 19) ونركن لتعليماته، لن نسلمه رقاب أجيال وطن المستقبل وحلم التغيير، لن ندخر جهدا في الدفع إلى عودة مدرسية توازي الأمن الصحي ونفض الغبار عن الفصول الدراسية، لن تعيينا تلك الاكراهات ولا أي خصاص في نفض غبار الطاولات واحتلالها ببسمة فرح من طرف التلاميذ..

قد أزيد من طاقتي الايجابية بلا نهاية في العودة إلى ساحة المدرسة بتحدي الوباء، قد أحمل معي مجرورات من التخوفات التي تحمل حقيقة ذروة الوباء وعلو أرقام الإصابات، قد أستحضر حرب العصابات التي تمارسها (كورنا) علينا بتنوع المواقع والمواقيت الزمنية ولن ننهزم البتة، قد تنال منا مسودات الرؤية والانكماش السلبي (لبعضنا) من نجاح العودة إلى المدرسة ، لكني لن أستلم للفر بل سأمارس الكر الإيجابي وأفعل قرارات ضمان عودة تصطحب بأمن صحي وبناء التعلمات الأساس.

لن أسميه بالدخول المدرسي، بل أوثر أن أسميه العودة إلى الفصل الدراسي بعدما تركه التلاميذ كرها وليس طوعا، اليوم كانت العودة مصحوبة بإجراءات احترازية مشددة، كانت العودة إلى ساحة المؤسسات بأبواب مفتوحة، وأنت تلحظ في عيون التلاميذ توجس، وخوف، ودمار نفسي مما يعانيه الجميع من إسقاطات أخبار قوة الفتك والإصابات، كانت العودة في عيون التلاميذ بسمة وفرحة في اقتحام المجهول وتحدي الحاكم المستبد (كوفيد 19)، ولقاء فضاء حلم المستقبل.

لن ننكر تلك الاكراهات بالجملة التي تعانيها المؤسسات التعليمية العمومية تستولي على حوض تفكيرنا ، لن نتقاعس في صناعة عودة آمنة وبأقل الخسائر الممكنة أو بلا خسائر والتحكم في مصادر الأخطار، لن نتراجع عن إعلان حرب حروف العلم و بناء الوعي السلوكي وانبعاث المدرسة العمومية من رحم الألم بصياح الحياة، لن تفزعنا تلك الممارسات غير السوية في تسويق صور غير رحيمة بالمؤسسات التعليمية للإحباط والتوجس من الإجراءات الاحترازية، ولكنا اليوم لنتحد يدا في يد، لنكن نحمل الأمل ونسائل الذوات ما بمقدورنا من إمكانيات متاحة كي نقدمه خدمة للمدرسة العمومية.

هي الحقيقة التي لا مفر منها (كلنا تحت المسؤولية سواء)، فتحية لكل من يفكر في المدرسة العمومية بإيجابية كأضعف الإيمان، تحية لكل من شمر على الأيدي واعتبر عجينة المؤسسات التعليمية ممكنة التسوية والوقاية من فطيرها غير المكتملة، تحية لكل أطقم المؤسسات التعليمية على العودة ومجابهة الوباء بحرص وثبات، تحية لكل مكونات المجتمع المدرسي بالجمع ولكل من ساهم على توفير عودة مدرسية والتقطيع مع (ولا تقربوا...).