علي الانصاري
 
حلت مجموعة من منقبين عن أحجار النيازك بأعداد كبيرة بمنطقة الرشيدية بالجنوب الشرقي للمغرب، لجمع احجار جسم فضائي سقط في المنطقة واعادة بيعها، يؤكد المختصون ان الامر يتعلق بنيزك من الحجم كبير.
 
تعود الحادثة الى الثانية والنصف من يوم الثلاثاء 25 غشت الجاري، حيث شهدت منطقة على بعد حوالي 30 كيلومترا من الرشيدية في اتجاه كلميمة ، سقوط جسم فضائي، يعتقد أنه نيزك.
 
ويقول سكان المنطقة ان سقوط النيزك رافقه صوت قوي و توهج شديد، مما خلف رعبا في نفوس ساكنة المناطق القريبة من مكان سقوطه، خصوصا بين الرحل الذين يقطنون المنطقة.
 
يوم بعد الحادثة وصل إلى المنطقة، مئات من الأشخاص من مناطق مختلفة من المغرب للبحث عن شظايا هذا الجسم الفضائي في محيط واسع بجانب الطريق الرابطة بين مدينتي الرشيدية وكلميمة، قصد جمعها وإعادة بيعها.
 
* كرة نارية تضئ المنطقة
 
وعلق خبير النيازك المغربي عبد الرحمن ابهي في تصريح صحفي، أن شهود عيان من المنطقة رأوا كرة نارية تسقط من السماء لونها أزرق برتقالي قبل أن تتحول إلى اللون الأحمر، وتضيء المنطقة بأكملها وتتفتت إلى عدة قطع بعد انفجار كبير.
 
وأضاف رئيس المتحف الجامعي للنيازك، "صحيح أن الحادثة أرعبت السكان، لكن سقوط نيزك ليس خبرا جديدا على المنطقة، كما أنه ليس خبرا سيئا بالنسبة للباحثين عن الثروة السريعة".
 
وأكد الخبير إبهي، العثور على عدد كبير من الشظايا صغيرة الحجم، ذلك أن معظم الأجزاء يتراوح وزنها بين 1 و100 غرام، وتوضح الدراسة البتروغرافية الأولية، أن النيزك عبارة عن "كوندريت كربوني (Chondrite carbonée) من النوع CM2، وأن قشرة الانصهار المحيطة بالنيزك لا تزال سليمة وسوداء، وهي تدل على أن سقوطه حديث جدا وعدم خضوعها لتغيير الأرض، مما يجعلها أفضل عينة للدراسات العلمية.
 
* حدث علمي مهم
 
واعتبر أبهي هذا النوع من النيازك الذي سقط قرب مدينة الرشيدية مهم جدا من الناحية العلمية، ذلك لأن تحليله يعطينا صورة واضحة عن تكوين وتطور المجموعة الشمسية، وكذلك أصل الحياة على الأرض، وهو كوندريت كربوني بدائي، ولهذا يضيف، يهتم العلماء في دراسته حيث عثر في هذا النوع من النيازك على مواد عضوية إذ يعتقد مجموعة كبيرة من العلماء أنها هي التي أعطت انطلاقة الحياة على كوكب الأرض.
 
ومن خصوصيات هذا النيزك يقول الخبير المغربي أنه يتكون أساسا من الكوندريتات (متكونة أساسا من الأوليفين والبيروكسين والبلاجيوكلاز)، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الكربون في شكل مركبات عضوية، وهذا هو السبب لكونها مثيرة كثيرا للاهتمام بغية الدراسة.
 
ويرى خبير النيازك أنه من المقرر أن تكمل الدراسة الاستكشافية وتتبع مجال توزيع أجزاء الشظايا من بعثة استكشافية مزودة بمعدات الملاحة الحديثة وأجهزة الكشف، التي شكلها أعضاء مختبر النيازك بجامعة ابن زهر بأكادير جنوب المغرب، وتتبع مجال توزيع شظايا هذا النيزك في الفضاء، وبالتالي الكشف عن خريطة حقل النيزك المتناثر.
 
وكشف إبهي، أن هذا النيزك يتينا من حزام الكويكبات.،وهذه الاخيرة يتراوح طولها من بضعة أمتار إلى عدة عشرات أو حتى مئات الآلاف من الكيلومترات، وتدور بين المريخ والمشتري، وتصطدم مع بعضها البعض، وتتحرر بعض القطع التي يمكن أن تتجول لفترة طويلة في الفضاء لتنهي سباقها نحو الأرض وتعطي نيازك.
 
* المغرب ممر للنيازك
 
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن المغرب يعتبر على مر السنين موطنا لهذه القطع الصلبة القادمة من الفضاء الخارجي إلى كوكبنا و تشتهر المملكة في جميع أنحاء العالم باعتبارها مستقطبا لجميع أنواع النيازك، ومن بين أهم النيازك التي تم العثور عليها نيزك تيسينت المريخي، الذي سقط على أرض المغرب في 18 يوليوز 2011.
 
وذكر إبهي، أن البحث عن النيازك أصبح هواية للسكان المحليين ومنهم من يتخذها كمهنة، بفضل العدد الهائل من قطع النيازك التي سقطت في المغرب، بينما تعمل جمعية المتحف الجامعي للنيازك، وهي منظمة علمية تأسست سنة 2016 لا تهدف إلى الربح بل إلى تشجيع البحث والدراسة في علوم النيازك، وتحتفظ بسجل لأهم النيازك التي سقطت في المملكة.
 
*أحجار النيازك الثمينة
 
الحادثة مغرية بالبحث والتنقيب والفضول، كما أنها مربحة، فثمن أحجار النيزك مشجع على المغامرة لأيام للبحث عن قطع صغيرة قد لا تتجاوز عشرة غرامات، لكن هل تعرف ثمن الغرام؟ يسأل.
 
ثمن الغرام الواحد، قد يتجاوز 2000 درهم"200 اورو"، وهناك من يدفع اكثر، لهذا يقول المنقب الخبير بالمنطقة ،لا تحتقر اي قطعة وجدتها وانت تبحث.
 
اما عن كيفية بيع هذه الأحجار فيقول بأن وسائل التواصل الحديثة سهلت الامر تماما، بعد أن كان سكان المنطقة يعرضونها على السياح او على مهنيي البزارات " بيع التحف".
 
وللإطلاع علر اسرار اخرى عن هواية جمع النيازيك زارات كاميرا الجريدة المنطقة المفترضة لسقوط النيزك ضواحي مدينة الرشيدية وانجزت الربورتاج التالي :









المصدر: بوابة افريقيا الاخبارية