زايد  جرو - الرشيدية / جديد انفو

الحياة اليومية في زمن  كورونا  الغريبة التي 'دوخت 'البشرية وأسقطت  أنظمة اقتصادية قوية في دول لم تقهرها لا الحروب ولا الكوارث الطبيعية  تفرض على الناس البسطاء من ذوي الدخل المحدود والذين يصعب عليهم دخول المصحات من اجل الاستشفاء وعلى الناس ايضا  من شتى الطبقات والمناصب والمسؤوليات تفرض عليهم جميعا التعامل والتكامل من أجل تنزيل الواجبات حفظا على الأمن الصحي الوطني والعالمي ،فالجسد  بدوره تتعاون أعضاؤه ويكمل بعضها البعض في أي حركة  فحين يختل عضو تختل البنية  ككل .

الكثير من الناس الشر فيهم متأصل والخير فيهم مصنوع اذا جُبروا ،ففي الشارع العام تصادف اناسا لهم ما لهم من قدرة على إدراك خطورة المرض وتنقل العدوى وهم يتلكؤون عنوة في الامتثال لأبسط الشروط  لتفادي الاصابة ، بآذان صماء يتملصون  من المسؤولية ، فتمضي الحياة  بشكل  فوضوي  دون كمامات  ودون  توفير ادوات التعقيم بمدخل المؤسسات  والمرافق الحيوية كما كان معمولا به في السابق  وكثر الزحام في المقاهي والتدخين دون تباعد والأربع والخمسة في مجمع واحد دون وقاية اما  تجمع العائلات الممتدة في بيت واحد فذاك امر غريب بالشرب من ' خابية او قلة واحدة ' والتناوب على'غراف بلاستيكي 'وتبادل العناق والعناق .. فقلت درجة الخوف  وكأننا في مأمن ..

الكثير من المواطنين  باختلاف درجات وعيهم وانتماءاتهم لا يشعرون بالراحة الا عند عرقلة اعمال الاخرين،فطفت طينة بشرية  رديئة مقاومة لأي اصلاح  تضع " العصا ف الرويضة " تناضل بكل  ما اوتيت  من قوة لنسف المجهودات التي تبذلها السلطات ووزارة الصحة وجمعيات المجتمع المدني ووسائل الاعلام من اجل الوقاية والعلاج ضد كورونا وجولة مسائية او صباحية في الشارع العام ستدرك بأن رفاق ومناضلي ' العصا  في رويضة ' يزداد عددهم يوما بعد يوم ويعرقلون عجلة  الصحة بوضع الكمامة كلما اقتربوا من الشرطة او كلما اقتربت منهم دورية أمنية وبمجرد ما تمر، يزيلون الكمامة ،ولا يشعرون انهم مرضى  نفسيا لأنهم  يتلذذون بتعذيب الاخرين وبعرقلة عملهم ومجهوداتهم اليومية  .

العمل الجمعوي فيه معرقلون والعمل التربوي فيه معرقلون والعمل الحزبي والنقابي فيه معرقلون  والدعوة من اجل الصحة فيها معرقلون  ،والكثير من قضايا الناس افسدها حاملو العصي ،لكن حين تتوحد الرؤى العالمية بان الصحة تتطلب التعاون والتكافل  وان الأمر فيه خطورة والسلم الصحي مهدد بالتهور واللامبالاة يجب اعادة النظر في صيغ جديدة  حفظا للصحة العامة.