زايد جرو – الرشيدية / جديد انفو

التنفيس الانفعالي في زمن كورونا اتخذ أشكالا وأنواعا عبر المواقع الاجتماعية  وتطبيقات الوات ساب بتبادل مقاطع فيديو و تدوينات تؤطرها وتؤسسها الغرابة  للتعبير عن الحالة النفسية اليومية والحياة الرتيبة المتولدة عن الضغوطات الوبائية الخارجية رغبة في نسج علاقات  افتراضية مع الأنا الحاضرة او مع الانا الغائبة المرتبطة الى عهد قريب بالعالم الخارجي الذي كان يلفه الغموض مع النحن الجماعة...

معظم الرجال يتمددون بالمقاهي يقضون الساعات الطوال بها بعد الخروج من العمل اما المتقاعون فهي سكن لهم وضاقوا ذرعا بين الجدران هذه الأيام ، والنساء بدورهن ضقن ذرعا بتواجد الرقيب البشري المتتبع وبشكل دقيق لكل السلوكيات داخل البيت  كبيرها ومتوسطها وصغيرها ، وهي سلوكيات ذاتية  داخلية غير مصطنعة بل  هي تنفيس عن فقدان شيء ما  تبرر حقيقته  طبيعة الرجل الذكورية  ،واذا فهمت سلوكيات الرجل بهذه  الصورة حسب علماء النفس فإن فهمها سيخفف لا محالة  من وقع الأثر على المحيطين به .

 التنفيس الانفعالي عند الرجال بالبيوت اتخذ اشكالا متعددة بتلاوة الذكر ومتابعة الاخبار والقراءة والكتابة  ومصاحبة الابناء في التعلم عن بعد  والطهي والرقص واشكالا من اللعب  من أجل تفريغ الطاقة الداخلية السلبية، نشدانا  في الاستقرار النفسي  وتخفيفا من الضغط المطبق للتخلص من التوتر الانفعالي  وتجنبا من الإصابة  بأمراض عدة كالأعصاب والصداع  والتوتر..

النساء بالبيوت ضقن ذرعا بهذه السلوكيات  الغريبة عن الرجال والتي تترصد الخطأ وضقن ذرعا أيضا بالمحاسبة والمزاحمة في عالم خاص بهن  فكثرت ردود افعالهن بشكل عدواني احيانا واعتبرن الرجال في سلوكياتهم وحضورهم الدائم  بالبيت اكثر من وقع الفيروس حيث  قزم مكوثهم ولغطهم الذي لا ينقطع مستوى الطاقة الإيجابية الداخلية للمرأة ،  و قزم شعورها  بالراحة وضاعف احساسها بالخوف والقلق  ،ولا امل لها  في النجاة  من فيروس " NGUIR " غير خروج الزوج من البيت دون التفكير بصعوبات وخطورة الفيروس المنتشر في الخارج.

السلوكيات المنزلية يجب ان تنبني على الخوف من فقدان الحياة وآلم وعذاب  الرحلة مع المرض،فكل  الأسر لها  عدو مشترك  وحيد هو الفيروس العالمي  المخيف الذي لا يوجد له دواء لحد الساعة غير لزوم البيت، وهو الدواء الأكثر  فعالية  والذي يجب ان يترجم إلى سلوكيات إيجابية بتجويد العلاقات والسلوكيات  واعادة مأسستها للتخلص من الطاقة السلبية  الضيقة  المؤقتة.

الأزمة ستمر بحول الله  بالالتزام  والصبر والدعاء برفع البلاء والجائحة وتذكر الاشياء الجميلة المشتركة وتقاسمها من جديد بين الرجل والمرأة وترتيب أماكن الناس في القلوب حسب افعالهم  واعادة تصحيح مسارات تعلم الابناء وبناء سلوكيات مشينة رسخها الشارع في الابناء او اعادة ترسيخ قيم التسامح وقبول الاخر المختلف  ،ولا يجب ان يكون الفيروس سببا في تكسير الوقار والاحترام  وهدم  علاقات الدفء  والحب بالبيت المبني اصلا على توزيع الادوار بالفطرة و بشكل ما ،بل لا يجب حين نتخلص من الفيروس الخارجي مستقبلا ان شاء الله  ان نعيش فيروسات اسرية وعائلية صعب رأبها  مع الزمن فاذا تصدع  الأساس  حاليا فلا يمكن ان يستقيم البنيان طويلا مستقبلا .