زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

في الثامن من مارس من كل سنة يحتفل  الرجال  والنساء والاطفال والجمعيات والادارات في كل أرجاء العالم بعيد له خصوصيته، حيث يرسم الجميع  لوحة مشرقة  للمرأة من حيث   العذوبة والرقة  والعمل والانجازات لإبراز  مكانتها في المجتمع. باعتبارها انسانا عظيما   وجميلا و تحمل الكثير من الحب والحنان والتضحيات..

وبالمناسبة  ذاتها نحيي بإجلال عظيم كل نساء الجنوب الشرقي  اللواتي  ابتلين بالقهر والعيش  بين قساوة الطبيعة، وظلم المرض، وقهر الازواج  ، ولسعات العقارب، و لدغات الأفاعي، وكل  أنواع الزواحف وهبوب الرياح  التي أدمت المُقل في وديان تجرف  الاشجار والاحجار ووسط خيام مهترئة تهزها  زوابع رمال الصحراء.

 تحية عالية لنساء الجنوب الشرقي اللواتي تم حملهن على النعوش وهن حوامل في ارض لا صحة صحيحة فيها ، ولا معامل للعمل، ولا أوراش لنحت الخبز، ولا إنصاف في أراضي الجموع لا شي في لاشيء..

تحية عالية للنساء  وراء الجبال وسط ضباب من الثلوج ليلهم ونهارهم آهات و حفاة، ، أطفالهن يغتسلون بماء الثلج لتنقية الأبدان، والتساقطات الثلجية ترشقهن كل شتاء، وزادهن  عصارة  ومأساة بثياب لا تستر حتى نفسها وبدون حطب للتدفئة وبدون إمدادات ولا مساعدات ..

تحية عالية لنساء اللواتي تتوجهن  صوب الحقول  يوميا وهن متجهات لتعدن بحمل ثقيل فوق ظهور منحنيات لمسافات طوال وبأحذية بلاستيكية ولم تفكرن أبدا في بريق البشرة، أو صباغة الأنامل، أو الحفاظ على نعومة الكفين، أو النوم حتى الضحى، بل هن مستسلمات للوضع الطبيعي  القاسي، ورغم النفسية المنكسرة والملل والغضب فهن صابرات لتفزن بكلمة طيبة من البعل والأولاد، بالدعاء لهم ولا على اللسان غير الحمد والتسامح، ولا على الشفاه غير البسمات، أخذن من الحياة العبرة والخبرة والتعب والشقاء  والحب ، فصبرن على الكلمة لتجنب الكلمات، وتعلمن بأن الدهر غير مخلد لأحد، وأن زيف الدنيا زائل، وأن كل نعمة دون الجنة فانية، وكل بلاء دون النار عافية، فتوكلن على لله في السر والعلانية،

تحية اليكن في كل يوم وكل لحظة أيتها العظيمات فأنتن الاروع والكل في الكل وانتن العيد في العيد وكل سنة وانتن طيبات.