جديد انفو - متابعة ( في الصورة مأوى سياحي تقليدي بجزيرة جِرْبَة التونسية)

الازمات التي تعيشها تونس، دفعت ناشطين الي التفكير في نوع جديد من السياحه يقطع مع السياحه التقليديه ويفتح المجال لاستغلال الموروث الحضاري والجيولوجي والثقافي للبلد في استيلاد سياحه لا تقوم علي ثقافه الاستهلاك بل علي نسج علاقات اكثر انسانيه مع زُوار من مناطق شتي من العالم.
 
بعد الاستقلال، ركّزت تونس على القطاع السياحي كاحد القطاعات الحيويه في الاقتصاد الوطني، الي جانب الثروات المنجميه جنوباً. وشكلت السياحه مع تحويلات المغتربين المصدرين الاساسيين للبلاد من العملات الاجنبيه. غير ان الحال تغير كثيراً منذ بدايه القرن الحالي.
 
وزاد الوضع الامني سوءاً بعد ثوره يناير لتضع اغلب السفارات الغربيه تونس على لائحه الدول التي لا يُنصح بزيارتها. 
 
من رحم الوضع المستجدّ، زاد الاهتمام بالسياحه التضامنيه. السائحون وفق هذا المفهوم لم يعودوا مستهلكين فقط بل هم اشخاص يحملون اقتناعات وافكاراً ويرغبون في تبادلها مع السكان المحليين ولا يتاثرون كثيراً بالوضع الامني غير المستق.
 
كما يحترم هذا النوع من السياحه البيئه والمجتمع والاقتصاد المحلي، بعكس السياحه التجاريه التي تُحدث تغيّرات في محيطها تشمل العلاقات الانتاجيه والاجتماعيه الي جانب اضرارها البيئيه.
 
يُطلق الخبراء على هذا النوع السياحي اسماء مختلفه مثل السياحه الاجتماعيه، السياحه التضامنيه، السياحه المسؤوله، والاخير هو الشائع.
 
ويُعرّفها التحالف الدولي للسياحه المسؤوله بانها كل شكل من اشكال الانشطه السياحيه التي تحترم وتحافظ، علي الامد الطويل، علي الموارد الطبيعيه والثقافيه والاجتماعيه التي تساهم، بدورها، بشكل ايجابي وعادل في تنميه وازدهار الافراد الذين يعيشون ويقيمون في هذه الفضاءات.
 
وترتكز السياحه المسؤوله على لقاء السائحين بالسكان المحليين وتساهم في اشاعه التفاهم والاحترام المتبادل بين الناس.
 
ووفقاً لشبكه السياحه التضامنيه العالميه، تولي السياحه التضامنيه اولويه قصوي للسكان المحليين وتُشركهم في مختلف مراحل المشروع السياحي، وتحترم ثقافاتهم. وتتطلب مشاريعها تعاون المجتمع المدني مع السائحين.
 
ووللوقوف اكثر على واقع السياحة خصوصا التضامنية بدولة تونس كان لكاميرا "جديد أنفو " حوارًا مع محمد البايولي رئيس جمعية تونسية تهتم بالسياحة البديلة والمسؤولة والتنمية المحلية بجزيرة جِرْبَة التونسية وذلك في إطار قافلة المنتدى الدولي للسياحة التضامنية التي زارت مجموعة من المواقع السياحية بإقليم الرشيدية :