زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

حفظ المثقفون وعامة الناس  منذ الأزمان  المثل المأثور" القافلة تسير والكلاب تنبح" وهو مثل يكثر استعماله في أدبيات الحوار وامتد لزمننا الحاضر ويتم تلقينه للصغار والكبار، لصد  أعداء النجاح والحاقدين  على الذين يمضون في الحياة  بالعزائم  القوية  ويواجهون في طريقهم كلابا  تنبح  تثبط عزائمهم  لسلبهم  الطاقات الايجابية ، لانهم ربما حسب المثل عاجزون او عدميون وهو مرض خطير عند الكثير حيث يحققون بالعرقلة سادية مفرطة ،ولتستمر الحياة يجب ان يكون الرد عنيفا  على اللئام بالصمت العميق  وذاك  أعظم رد للمجابهة والمواجهة  حسب بنية المثل  ،لأن الصمت ميزان الحكمة والحنكة  والسكوت عن اللئيم لا يعني عدم  امتلاك القدرة  المفحمة  على الرد  لكن  ما من أسد عزيز النفس مهاب الطلعة يجيب على الكلاب.

ذاك مثل الأزمان ومثل الاشاوس الذي بنت  عليه المجتمعات قيمها حتى كادت ان تكون هذه القيم دينا لها قبل الدين الاسلامي، لكن بانقلاب القوى وتغير المراتب واختلال التوازنات وتغير العلاقات بين الافراد والجماعات سَطَت قيم مجتمعية  أخرى رديئة بديلة هي تصفية الحساب  والثأر لأن عدم الرد على النباح هو انهزام واستسلام  وقد يتكرر سير القافلة وتعود نفس الكلاب للنبح او كلاب شبيهة او بديلة ولا يجب حسن الظن بها لأن الكلاب تبقى كلابا مهما بلغ بها المقام.

في عصرنا الحالي وبعيدا عن الذاتية وخطاب المشاعر، يجب تصويب السهام المسمومة لكل الكلاب التي لا تتقن غيرالنباح فمنذ الأزمان لم يسمع ان كلبا امام قافلة غنى أشجى  وأعذب الالحان ، فصوته هو صوته منذ الاحقاب وفمه على حد اتساعه لا يتقن غير النبح والمراوغة والغدر المقيت والمخيف والتكشير على الأنياب، فكلما نبح في وجهك كلب يجب التوقف حتى لا تسمع نبحه  مرة أخرى او نبح زميل له  في " التكلبين "  واذا لم تعود نفسك على زجر النباح  فقافلتك سيصيبها العطب  ولن تستطيع المسير طويلا وذاك ما يرضي الكِلاب الكِلاب .