جديد أنفو - زاكورة / جديد انفو

تحت شعار " البحث العلمي واستثماره في تطوير الفخار بالجهة" افتتحت بزاكورة  اليوم الخميس 28 نونبر الجاري فعاليات المناظرة الجهوية الثانية حول الافاق المستقبلية لقطاع الصناعة التقليدية ووسائل تطويرها، المناظرة حسب بلاغ صحفي سابق لغرفة الصناعة التقليدية لجهة درعة تافيلالت تهدف الى تسليط الضوء على واقع وافاق  صناعة الفخار عبر مجموعة من الورشات للتحسيس بأهمية هذه الحرفة التاريخية والتراثية التي تميز الجهة .

الافتتاح عرف حضورا وازنا للفخارين والباحثين والجمعويين والصناع التقليديين والعارضين  في اعمار مختلفة تقديرا لهذه الحرفة التي تعتبر صناعة وحرفة وتاريخ وهوية  والتي نشأت مع الإنسان القديم  لارتباط مادتها الاولية التي هي الطين مع هذا الانسان الذي صنع منها مسكنه  ومشغولاته اليدوية، وهي صناعة  منتشرة عبر العالم  وتوارثتها الاجيال وطورتها قبل ان تدرك اهميتها الصحية والايكولوجيا، وهي ايضا اول حرفة في تاريخ البشرية  انتشرت بالتدرج في كل بقاع الأرض.

وفي كلمة لعامل إقليم زاكورة وبعد ترحيبه بالحضور أشار  إلى كون  الصناعة التقليدية تنبع  من  نشاط تقليدي موروث، لكنه نشاط لا يمكن ان ينحصر في استنساخ مهارات موروثة عن الأسلاف  بل ينبغي ان يكون نشاطا ابداعيا خصبا ومبتكرا يعتني بمهارات وتقنيات جديدة دون التخلي عن طابعه التقليدي  في نفس الوقت، واضاف ان الصناعة التقليدية ليست مجرد منتوج ثقافي بل انه ايضا منتوج بالمعنى الاقتصادي والتجاري وعليه ان يساير زمنه وان يتلاءم مع الميولات الجديدة للاقتناء والاستهلاك سواء في السوق الداخلية او الدولية.

وفي اطار المحافظة على هدا الارث التاريخي اشار عامل الاقليم الى ان هذا الموروث رهان يستوجب المحافظة عليه لتحقيق التنمية المندمجة التي لها الاثر الايجابي في استقرار الساكنة وتوفير فرص الشغل لها وتنويع المنتوجات المجالية للمنطقة رغم الاكراهات التي تعرفها هذه الاخيرة نتيجة للعوامل الطبيعية والبشرية، وفي ختام كلمته اشار الى المجهودات المبذولة  للحفاظ على هذا الارث المادي الذي يميز جهة درعة تافيلالت.

رئيس غرفة الصناعة  التقليدية لجهة درعة تافيلالت في كلمته  اشار الى كون الصناعة التقليدية من بين اهم القطاعات التي يتم المراهنة على تطويرها لتكون من بين اهم المحاور التي يرتكز عليها النموذج التنموي الجديد وذلك لما تشغله من يد عاملة  وما تدره على خزينة الدولة من ارباح  وما تساهم  به  في الناتج الداخلي الخاص للمملكة. واضاف انه من اللازم مواكبة جميع المستجدات  التي نؤسس  لمنظور جديد ومتطور في التعامل مع تدبير هذا القطاع والتي تأتي على راسها توجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله، واضاف ان هذه المناظرة هي فرصة للتلاقي والتباحث وتبادل الآراء وهي فرصة كذلك  للخروج بتوصيات مهمة ستعتبر مرجعا يتم الاعتماد عليه في الخطط المستقبلية .

كما عرف الافتتاح عرض شريط وثائقي يحمل عنوان" صناعة الفخار بجهة درعة تافيلالت الواقع والافاق" وهو ذو قيمة فنية عالية من حيث التيمة والإخراج تم من خلاله نقل اوراش الفخار ومراحل الانتاج من  دق التراب وعجنه على شكل قوالب مختلفة الحجم حسب ما تتطلبه القطعة  الى مرحلة التزيين من اجل التسويق، الشريط وقف على مراحل  المادة الاولية  لصناعة الفخار التي هي  الطين  أصل الانسان، البدء منه   كان و الرجوع اليه  سيكون، به بنيت القصبات والقصور ذات الابراج العالية ،وبه صنعت مشغولات يدوية فنمت عبر التاريخ  علاقة نفعية وود ومصاحبة بين هذه المادة الاولية والصانع التقليدي ،حيث  يداعبه ببطء ويغطيه ويدفئه  ويطوعه ليصنع منه ما يسر العين   متعة وجمالا ، حتى اصبحت الحرفة لصيقة بالمغرب وبمدن  مغربية اغرت السائح  وارغمته الحرفة على السفر اليها لاكتشاف عوالم سحرية، وبهذه الحرفة دخلت مدن مغربية  العالمية وبفضل ذاك الصانع التقليدي اصبحت حرفة الفخار ارثا ماديا ووجها من وجه الحضارة المغربية الاصيلة.

الافتتاح حضره عامل الاقليم والوفد المرافق له ورئيس غرفة الصناعة التقليدية  لجهة درعة تافيلالت واعضاء الغرفة وممثلين عن وكالة تنمية الواحات وشجرة الاركان والسلطات المحلية ومنتخبون ورؤساء جمعيات وتعاونيات وعارضين وعارضات والعديد من المهتمين بالشأن التراثي بالجهة وبمناطق اخرى بالمغرب  وإليكم بقية الحدث بالفيديو و والصور.