زايد جرو - مرزوكة / جديد انفو

سبق للجريدة الالكترونية جديد انفو ان نشرت خبرا في الأسبوع الثاني من  شهر يوليوز الجاري 2019  بناء على صور واوديوهات من عين المكان تحت عنوان : "مرزوكة تراث مادي يدمر وباحثون يطالبون بوقف الاستغلال " الخبر أثار ضجة واتهامات وأخذا وردا وردود افعال متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الواط ساب بجماعة الطاوس .مضمون الخبر هو نقل بعض أحجار السور التاريخي واو فيلال من جهة ما ربما عن جهل بقيمة هذا الإرث المادي لتستعمل في تهيئة  ازقة مرزوكة .

السور التاريخي الذي يتواجد على بعد كيلومترات من مركز الطاوس ، يعتبر  من أغنى المواقع الاثرية  بالجماعة الترابية الطاوس ،ويساهم بشكل كبير في السياحة العالمية ،لكن الساكنة لا تعرف الكثير عن هذا الموقع الأثري لتعطيه القيمة التي يستحقها ويساهم في التنمية المستدامة شأنه وباقي المواقع الاثرية الوطنية والدولية  ،لذلك ارتأت الجريدة الالكترونية" جديد انفو " ان توسع مجال البحث بناء على أبحاث اركيولوجيا ومن خلال الاتصال بالمختصين والباحثين في هذا المجال مساهمة منها في الترويج السياحي للمنطقة ،ومن أجل  تنوير الرأي العام حول أهمية الحفاظ على الكنوز الاثرية  بالبلاد  ترسيخا للعلاقة الابستمولوجيا بين النحن والآخر المتعدد والمتنوع لتعزيز الهوية الوطنية وتثمين الانفتاح  الذي عرفه المغرب منذ العصور القديمة  ،سواء على مستوى البحر عبر الملاحة او على مستوى الصحراء من خلال القوافل التجارية.

الجذور التاريخية لتسمية واوفيلال.

جبل واو فيلال نسبة لاسم تافيلالت حسب ما كتبه  الدكتور " لحسن تاوشيخت " في كتابه "عمران سجلماسة دراسة تاريخية  واثرية"  ص 182 فما فوق   حيث ورد  في الكتاب  " تافيلالت اسم امازيغي مشتق من افيلال وهو اسم لمكان يعني جبل بالعربية ويسمى اوفيلال بالامازيغية  " واوفيلال سلسلة جبلية صغيرة تحيط بالريصاني وتظهر من مرزوكة  حوالي 50 كلم من الريصاني شرقا وشمال الطاوس وغَربه  من الضفة اليمنى لواد زيز ، ويضيف "جبل اوفيلال  يوجد على بعد ثلاث كيلومترا ونصف عن الطاوس ".

وحسب  الدكتور يوسف بوكبوط الباحث في الدراسات والابحاث  الاريكيولوجيا  فإن  واو فيلال هو  اسم غير معروف لكن له علاقة  بتافيلالت والاسم واو فيلال  كلمة امازيغية قديمة ب ( تشلحيت تاقبورت ) وقليل من يعرف هذا  الاسم.

 هذا السور يعود زمنه الى ما قبل التاريخ  حوالي القرن الخامس قبل الميلاد  حسب دراسة مقارنة مع حفريات اجريت ب تنزولين بزاكورة وهو بناية مدفنية ينسبها الكثر من الباحثين الى القبائل الأمازيغية الليبية التي كانت تقطن بالمناطق الجنوبية في القدم والدليل هو النقوش الموجودة على الصخور و العربات الخفيفة  المجرورة والحيوانات ونقوش الجِمال والخيول  وهو بناية  مقبرية يناهز علوها حوالي ثلاثة امتار قبل التعرية الطبيعية او البشرية  ، بُني  السور بأحجار  متشابكة ذات مقاييس متقاربة توضع الواحدة فوق الاخرى مرتبطة بالجبس على شكل حائط  مستطيل  فوق قبور ومنها الدائري أيضا   وتسمى  ب "الكركور" جمع "كراكير " أي  مجموعة  من الأحجار الصلبة التي توضع فوق جثة الميت  المدفون في حفرة او مباشرة فوق الارض  فتغطي هذه الاحجار جميع جوانب الحفرة وارضيتها وفوقها.

ويعتبر السور إرثا  تاريخيا  مشتركا  بين  جميع الشعوب وكان موضوع ابحاث تاريخية متعددة من باحثين   مغاربة وعلى رأسهم الباحث يوسف بوكبوط والدكتور لحسن تاوشيخت وباحثين  أجانب منذ الأربعينيات .

ونظرا لأهمية هذا الموقع الأثري اجرت الجريدة  "جديد انفو "حوارا  خاصا  وحصريا مع الباحث الاركيولوجي يوسف بوكبوط  حول هذا الموقع الاثري واليكم نص الحوار:

س :  الاستاذ بوكبوط  نرحب بكم  على صفحات الجريدة الالكترونية جديد انفو، الكثير من الناس يجهلون  الموقع الاثري المسمى"جبل اوفيلال"  لو تفضلتم بتنوير المتتبعين حول الجانب التاريخي لهذا الموقع  كباحث متخصص في الأركيولوجيا ،وهل هناك علاقة بينه وبين المواقع الأثرية  ب فم الشنا بتنزولين بزاكورة؟ .

ج .سور واو فيلال  هذا الاسم غير معروف لكن له علاقة بتافيلالت والاسم كلمة امازيغية قديمة  ( تشلحيت تاقبورت ) وقليل من يعرف هذا  الاسم ،والموقع الاثري واو فيلال لا يعرف عنه الكثير لأنه لم يدرس  بتدقيق ولم تنجر به حفريات  وهو مادة اثرية يمكن ان نؤرخ بها للموقع  وشكله يشبه بكثير بعض المواقع الاخرى بزاكورة المنطقة التي تسمى  فم الشنا بتنزولين على بعد حوالي 30 كلم من زاكورة  فيه نقوش صخرية متنوعة جمال وفرسان وكتابات صخرية امازيغية ، وهو نفس الشكل الذي نجده بجبل واو فيلال بجماعة الطاوس  وبدراسة مقارنة  فجبل اوفيلال ينتمي لفترة الممالك الامازيغية.

 س .ما هي الحقبة التاريخية التي بني فيها سور واو  واوفيلال وما قضية هذه المدافن ؟.

ج .هذه الفترة لم تدرس كثيرا و يرجع تاريخ السور في الغالب الى فترة  القرن الخامس قبل الميلاد ويمكن ان تكون المنطقة محطة للقوافل التجارية العابرة للصحراء ،و المقابر الجماعية التي نسميها بالامازيغية " إَمارشن" هي قبور للساكنة المحلية التي كانت تعيش بالمكان تلك الفترة ،والعينات التي تم اخذها من زاكورة والتي تشبه جبل اوفيلال تعود  لفترة القرن الخامس قبل الميلاد حتى القرن الخامس او السادس بعد الميلاد.

 س .هل قبائل ايت خباش هي التي استوطنت المكان  ؟

ج. القبائل التي كانت تعيش هناك هي قبائل ليبية والتي كانت عاصمتها جرما في القرن الثامن قبل الميلاد وكانت لهم علاقة مع الاغريق رغم كونها كانت تعيش في الصحراء.

 س . يتداول ناس المنطقة بان هذا السور للبرتغاليين او البرطقيز  هل المتداول بين الناس صحيح ؟

 ج.  هذه  معلومة خاطئة لأن البرطقيز لم يصلوا المنطقة  واقتصر تواجدهم على الشواطئ  واقصى ما وصلوا اليه  هو مراكش حيث حاصروه  في وقت معين ، وحتى الرومان لم يصلوا منطقة مرزوكة وهي  امازيغية بامتياز ولم يوجد بها استعمار روماني او برطقيزي ولا فنيقي بل هي منطقة امازيغية محضة ومنها انطلقت  الامبراطوريات التي حكت شمال افريقيا ، المرابطون والموحدون،  وحسب المعلومات المتوفرة  فان ساكنة تافيلالت  كانت مسيحية  قبل الاسلام  في اغلبها  وذلك  بدلائل  اركيولوجي. ا

س . سؤال اخير ما هي رسائلكم لجماعة الطاوس وجمعيات المجتمع المدني ولساكنة المنطقة في اطار سور واو فيلال. ؟

ج . المطلوب من الجماعة القروية  بجماعة الطاوس هو ان تقدم  ملتمسا  لوزارة الثقافة لتحصين مثل هذه المواقع الاثرية من الناحية القانونية ،وذلك بطلب ادراج هذه المواقع ضمن لائحة التراث الوطني وهناك لجن تهتم بدراسة هذه الملتمسات وتمنح الصبغة القانونية لهذه المواقعّ.

ولابد من تحسيس الساكنة المحلية ،وهنا يأتي دور المجتمع المدني والجمعيات فعليها أن  تقوم بدورها بحملات بالمدارس والقصور لتعرف الساكنة  هذ الكنوز  التراثية التي توجد بالمنطقة للحفاظ عليها ويمكن للجماعة ان تطلب من وزارة السياحة وضع تشوير لتظهر هذه المواقع ليعرفها الجميع ، ولا بد ايضا من بعض النصوص القانونية التي يجب ان تكون مكتوبة ارشادا للزوار، والذي زار المنطقة سيحترم المكان بدون تخريب ولن يساهم في بيع مشروع الاثار وهناك نصوص قانونية منها 22 / 80 والذي به بنود تحمي التراث  والإجراءت الزجرية  التي تتخذ في حق من خرب هذه المواقع وهي امور يجب وضعها في اللوحات ثم يجب تثمين هذه الاثار لتدخل في عجلة التنمية لتستغلها الساكنة في الترويج للسياحة وتدر عليها  دخلا  في اطار الجولات السياحيةعلى مدار السنة.

شكرا جزيلا الاستاذ والباحث يوسف بوكبوط والى لقاء اخر . حاوره الاعلامي زايد جرو