زايد جرو - صاغرو / جديد انفو

كافحت القبائل الامازيغية  منذ دخول الاستعمار الفرنسي عن الحرية وناضلت من اجل اجلاء كل من اذل شعبا بكامله فبدأت التنظيمات العلنية والسرية من اجل اخذ الثار من المستعمر ولم تكن المرحلة سهلة كما يعتقد الكثير بل كانت مرحلة عصيبة من اجل الاستقلال فكان الصراع بين النحن والاخر شرسا قويا بالمدن والقرى باسلحة تقليدية مقابل اسلحة متطورة فيها العربات المسلحة والدبابات المصفحة  والطائرات والتخطيطات العسكرية مقابل مقاومة بسيطة تقليدية باسلحتها لكن بارادتها القوية استطاعت ان تكبد العدو خسائر كبيرة في الارواح والعتاد ولم تستسلم لانها كانت صاحبة ارض وصاحبة قضية و حق.

بجبال صاغرو شاركت النساء وشارك الرجال والاطفال  بقبائل ايت عطى وكل له دوره في المعركة باماكن قاسية جدا تشبثا بالوطن وبالعرش ولم تستسلم القبائل المشاركة في الجهاد  دفاعا عن مقدسات الوطن . وبقرية ' طارت تيزي' باغرم امزدار بصاغرو  مازالت ' المراة الحديدية 'عتي بزا' عن عمر يفوق 112 سنة  تحكي عن مقاومة  بوكافر تحكي عن الحدث التاريخي  ومشاركتها فيه مع نساء صاغرو اللواتي تخترقن وابل الرصاص والخطوط الامامية للجبهة من اجل  جلب الماء للمقاومين  في اطول معركة بالجنوب الشرقي حسب رواية الشعراء وبعض المؤرخين في منطقة  شهدت فعالية اقدم محكمة تاريخية يلجأ اليها قبائل ايت عطى نوسامر ونومالو من محاميد الغزلان ومزكيدة ومررزوكة  حتى بني ملال وازيلال... . فقدت  ' عتي بزا' حسب شهادتها كل أفراد اسرتها في قلب المعركة ونجت بأعجوبة منها ومازالت تعيش حدث الزمن  لحد الساعة وتحكيه بالتفاصيل الدقيقة مرة بابتاسمة عريضة تظهر ما تبقى من اجزاء  اضراس متآكلة باطنية في فم هدمته الاهات ومرة  تحكي بزفرة مُرة صاعدة من الاعماق رغم مرور سنوات عجاف كانت فيها الحياة جمرا  تحكي تفاصيل المقاومة وقصص المقاومين والمقاومات وغرائب الحرب من أجل البقاء ومن اجل مغرب فيه ما يستحق العيش والحياة ..تسرد بكلام متقطع وببحة صوت  لا تحسرا على الحال لكن تحسرا على غدر الزمان واهله الذين لم  يُجبروا الضرر.. فقدت الصحة والعافية والابناء لينضاف الان ألم المرض والفقر والنسيان والتناسي والتجاهل ولم تنعم بالحياة  ونسيت الضحك وماتت بالوجه عضلاته  ولا تعرف لجبر الضرر الفردي ولا الجماعي مسلكا او طريقا كفاها الالم من اجل الوطن ولم يخطر بالبال المساومة ولا الركوع او الخنوع لان حب الوطن وحب الارض والجبال والصحاري والفيافي يسري في كوثر الدم بعيدا عن الابواق ومكبرات الاصوات والحناجر الذهبية والمطالبة بتعويض سنوات النضال من  اجل الوطن.