جديد انفو - متابعة

استياءٌ كبيرٌ يعترِي ساكنة جهة درعة تافيلالت حيال التعثر الذِي تعرفهُ مشاريع برمجتها وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات بإقليم الرشيدية، خصوصا ما يتعلق بتعثر بناء مدينة المهن والكفاءات بالإقليم سالف الذكر، التي من شأنها أن تعزز خارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني.
وعبرت عدد من الفعاليات المدنية والسياسية في تصريحات متطابقة لجريدة “العمق”، عن صدمتها من تلكؤ وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات بخصوص إنجاز هذه الصرح العلمي، واعتبرت أن هذا الأمر يثير الاستغراب، ويطرح أكثر من علامة إستفهام.
عبدالله السوهير، فاعل مدني بالرشيدية، قال إنهم “استبشروا خيرا بإنطلاق أشغال البناء في مدينة المهن والكفاءات، واعتبروا ذلك مؤشرا إيجابيا في جعل هذه الجهة كغيرها من جهات المملكة تتوفر على بنية تكوينية في مجموعة من التخصصات التقنية التي سيستفيد منها شباب جهة درعة تافيلالت عوض الهجرة إلى باقي المدن، خاصة وأن هذا المشروع ضخم وسيوفر تخصصات عديدة ومتنوعة، وسيكون لا محالة صرحا مهما في تكوين كفاءات وتنمية قدرات الشباب بالمنطقة”.
وأشار السوهير ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن “أشغال البناء وصلت إلى مستوى لابأس به، لتتوقف بعد ذلك، ما أدى إلى طرح مجموعة من الأسئلة حول الأسباب، وبدأ  يروج في الشارع وعند الساكنة أن سبب التوقف يعود إلى إرتفاع أسعار مواد البناء، وأن الشركة التي فازت بالصفقة أصبحت عاجزة عن الإستمرار في الوفاء بوعودها في مواصلة العمل بسبب الارتفاع المهول للأسعار، الشيء الذي أدى إلى توقف الورش”.
وطالب السوهير الجهات الوصية بـ“ التسريع بإخراج مدينة المهن إلى حيز الوجود، بإعتبار أن المشروع أصبح مطلبا ملحا وآنيا، الشيء الذي يفرض على السلطات المسؤولة أن تعمل جاهدة قصد إنقاذ هذا المنشأة العلمية المهمة بالنسبة للشباب، وأن أي تأخير  سينعكس على ساكنة الجهة التي تعرف ناقصا مهولا في مؤسسات التكوين المهني”.
وفي سياق متصل، وجهت سميرة حجازي، عضوة الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، نونبر الجاري، سؤالا كتابيا لوزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات يونس السكوري، تسائله فيه عن أسباب تعثر أشغال مشروع مدينة المهن والكفاءات بالرشيدية، وعن مآل هذا المشروع التنموي الهام، والتاريخ الزمني المحدد لإستئناف أشغاله من جديد.
وسجلت البرلمانية في سؤالها، أن “مدينة المهن المذكورة تندرج في إطار تنفيذ برنامج مدن المهن والكفاءات، الذي يعد المشروع الثاني في خارطة الطريق الجديدة لتطوير التكوين المهني، التي تم عرضها على أنظار الملك محمد السادس شهر أبريل من سنة 2019، لكن التوقف المفاجئ لأشغال بنائها أثار الكثير من الجدل بجهة درعة تافيلات، خاصة أن نفس المشروع تم إنجازه بشكل جيد في جهات أخرى”.
وأشارت حجازي، أنه“ كان من المنتظر كذلك، أن توفر مدينة المهن والكفاءات بمدينة الرشيدية عرضا تكوينيا مبتكرا تم تصميمه بالتنسيق مع المهنيين والفاعلين الجهويين عبر سلسلة من الورشات الجهوية واللقاءات التشاورية، كما تتميز بنموذج بيداغوجي عصري مبني على البيداغوجيا النشيطة، ونمط تعلم يضع المتدرب في قلب العلمية التكوينية”.
ولفتت النائبة البرلمانية عن حزب الميزان، إلى أن “توقف أشغال بناء مدينة المهن الكفاءات بالرشيدية، منذ أشهر، حال دون ذلك، وطرح عدة تساؤلات لدى الفعاليات الجمعوية والحقوقية وعموم الساكنة والطلبة بأقاليم الجهة، خاصة أن المشروع كان نقطة ضوء لتطوير التكوين المهني بالجهة، وتوفير شعب جديدة لم تكن متوفرة في وقت سابق”.